Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
ناشر
مؤسسة الرسالة
شماره نسخه
الطبعة الثالثة
سال انتشار
١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م
ژانرها
فأعطاه الراية فقال: "انفذ على رِسْلِك حتى تنزل بساحتهم".
ــ
المعروفة عند الأطباء. ويُروى أنه أصابه في المدينة، وأنه لم يخرج مع النبي ﷺ بسبب المرض، ولكن بعدما ذهب النبي ﷺ هو وأصحابه من المدينة، ضاقت عليه نفسه، وقال: كيف أتخلف عن رسول الله ﷺ؟، فخرج وهو مريض، ولحق بالنبي ﷺ وما طابت نفسه أن يبقى بعد رسول الله ﷺ. وهكذا كان صحابة الرسول ﷺ: ﴿مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئًا يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ .
"فأرسلوا إليه" أرسل إليه من يأتي به.
"فأتي به، فبصق في عينيه" يعني: تفل من ريقه الطيب الطاهر في عيني علي بن أبي طالب ﵁.
"ودعا له" بالشفاء.
"فبرأ كأن لم يكن به وجع" وهذا- أيضًا- كن معجزاته ﷺ، حتى قال علي "لم يصبني رمد بعد ذلك" يعني: استمر هذا الشفاء طول حياته ﵁؛ ببركة ريق رسول الله ﷺ.
ولا شك أن التبرك بريق النبي ﷺ وبعَرَقِه وبوضوئه أمر مشروع، وهذا خاص بالنبي ﷺ، أما غيره فلا يُتبرك بشيء منه، لا يتبرك بشيء من الصالحين والأولياء، لأن هذا خاص بالرسول ﷺ، وأفضل الأمة بعد نبيِّها هو أبو بكر ﵁، ومع ذلك لم يُتبرك بريقه ولا بعرقه ﵁، ما فعله الصحابة معه لعلمهم أن هذا لا يجوز إلاَّ في حق النبي ﷺ، وفيما انفصل من جسده ﷺ، أما أن يُتبرّك بحجرته أو بقبره، فهذا لا يجوز، لأن هذا ليس منفصلًا عن جسد النبي ﷺ، وسوف يأتينا باب خاص بمن تبرّك بشجرة أو حجر أو نحوها.
وقوله: "فأعطاه الراية" دفعها إليه.
ثم إنه ﷺ أرشده وأوصاه على عادته ﷺ مع قُوّاده وأمرائه إنه كان يوصي القُوّاد والأمراء حينما يبعثهم.
1 / 115