اصل نظام خانواده، دولت و مالکیت خصوصی

فريدريك إنجلز d. 1375 AH
76

اصل نظام خانواده، دولت و مالکیت خصوصی

أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية

ژانرها

Rex

أو

bacileus

أو

thiudans ) موظفا رسميا دائما وضروريا. وكانت الجمعية الشعبية تنشأ في كل مكان لم توجد فيه بعد. وكان القائد العسكري والجمعية الشعبية والمجلس يكونون الديموقراطية العسكرية التي تطور إليها المجتمع القبلي، وقد كانت ديموقراطية عسكرية لأن الحرب والاستعداد لها كانا من الأعمال المنتظمة في حياة الشعب. وكانت ثروات الشعوب المجاورة تجتذب اهتمام الشعوب الأخرى التي بدأت تنظر إلى الحصول على الثروة على أساس أنه أحد الأغراض الأساسية في الحياة. وكانت هذه الشعوب بربرية، وكان السلب يبدو لهم أسهل وأشرف من العمل المنتج، أما الحرب التي كانت من قبل تقوم من أجل الانتقام أو توسيع الإقليم الذي يصبح غير كاف لسكانه، فقد أصبحت تقوم الآن من أجل السلب وحده، وأصبحت حرفة دائمة. ولم تكن إقامة الأسوار المتينة حول المدن المحصنة الجديدة دون سبب، وقد كانت خنادقها المحصنة مقبرة النظام القبلي ووصلت أبراجها إلى المدنية.

وعانت الشئون الداخلية تغييرا مماثلا؛ فقد زادت حروب السلب من قوة القائد العسكري الأعلى والقواد الأدنى مرتبة. وتحول الانتخاب الذي جرت عليه العادة للمنحدرين من أسرة واحدة خاصة بعد الانتساب للأب، تحول تدريجيا إلى خلافة وراثية في المناصب، وكانت هذه الوراثة مسموحا بها أول الأمر ثم مدعى بها ثم مغتصبة.

وتم تأسيس الملكية الوراثية والأرستقراطية الوراثية. وبهذه الطريقة انتزعت أجهزة النظام القبلي تدريجيا من جذورها في الشعب والسلالة والأخوة والقبيلة، وتحول التنظيم القبلي كله إلى عكسه، تحول من تنظيم للقبائل لإدارة شئونها في حرية إلى تنظيم لسلب واستعباد الشعوب المجاورة، وتحولت طبقا لذلك أجهزة التنظيم القبلي من أدوات تحت مشيئة الشعب إلى أجهزة مستقلة لحكم الشعب والاستبداد به. ولم يكن ذلك بمستطاع الحدوث إذا لم يقسم الاختلاف في الثروة أعضاء القبائل إلى غني وفقير، وإذا لم تغير الاختلافات في الثروة في السلالة، إذا تغير المجتمع الموحد المصالح إلى الصراع بين أعضاء السلالة الواحدة. وإذ لم يكن نمو الرق قد بدأ فعلا ووصم العمل من أجل العيش بالحقارة على أنه عمل من أعمال العبيد أشد مهانة من الاشتراك في السرقة. •••

وهذا يؤدي بنا إلى مدخل المدينة. وتبدأ هذه المرحلة بتقدم أكثر في تقسيم العمل. ففي المرحلة الدنيا كان الرجال ينتجون لإشباع حاجاتهم المباشرة فقط، وكان التبادل محصورا في حالات متفرقة عندما يتصادف وجود فائض في الإنتاج. وفي المرحلة الوسطى للبربرية نجد أن الشعوب التي تعيش على الرعي كان لها في قطعانها نوعا من الملكية ينتج عنه بانتظام - نظرا لوفرة الماشية - فائض من الإنتاج يزيد عن حاجتهم، كما نجد تقسيما للعمل بين شعوب الرعاة والقبائل المتأخرة التي لا تملك ماشية. وعلى ذلك فقد كانت هناك مرحلتان للإنتاج توجدان جنبا إلى جنب؛ مما خلق الظروف المناسبة للتبادل المنتظم، وقدمت المرحلة العليا للبربرية تقسيما أكثر للعمل بين الزراعة والحرف اليدوية تسبب فيه إنتاج نسبة مستمرة الزيادة من البضائع للمبادلة خاصة، بحيث وصلت المبادلة بين الأفراد المنتجين إلى نقطة أصبحت عندها المبادلة ضرورة حيوية للمجتمع.

وقد قوت المدينة وزادت من كل التقسيمات القائمة للعمل، خصوصا بتقويتها للتعارض بين المدن والريف (فإما أن تكون للمدينة السيادة الاقتصادية على الريف كما في العصور القديمة، وإما العكس كما في العصور الوسطى). كما أضافت المدنية تقسيما ثالثا للعمل غريبا على نفسه وذا أهمية حاسمة؛ فقد خلقت طبقة لا تشترك في الإنتاج ولكن تشترك إلى أقصى حد في تبادل المنتجات، هي طبقة التجار . فكل التقسيمات الأصلية السابقة للطبقات كانت مرتبطة تماما بالإنتاج؛ فقد كانت تقسيما لهؤلاء المشتركين في الإنتاج إلى مديرين وعاملين أو إلى منتجين على نطاق واسع (الأغنياء) ومنتجين على نطاق ضيق (الفقراء). ولكن نجد هنا أن طبقة ظهرت لأول مرة وهي تستحوذ على الإنتاج ككل وتسيطر اقتصاديا على المنتجين وتخضعهم لحكمها دون أن تشترك بأي نصيب في الإنتاج، وقد كانت طبقة تجعل من نفسها وسيطا حتميا بين طبقتين من المنتجين وتستغل كليهما. وباسم حماية المنتجين من متاعب ومخاطر المبادلة، وباسم إيجاد أسواق بعيدة لمنتجاتهم، تصبح هذه الطبقة الجديدة (التجار) أهم طبقة نافعة في المجتمع، وهي طبقة طفيلية ومنافقة اجتماعية خالصة، تأخذ نظير خدمة غير جوهرية الزبد من الإنتاج في الوطن وفي الخارج، وتستحوذ بسرعة على ثروات ضخمة؛ وبالتالي على نفوذ اجتماعي؛ ولهذا السبب تطمع في مزيد مستمر من المناصب، وتكسب رقابة متزايدة على الإنتاج خلال فترة المدنية إلى أن تخلق شيئا من إنتاجها الخالص تقدمه إلى المجتمع هو الأزمات الاقتصادية الدورية.

وفي مرحلة النمو التي ندرسها هذه، لم تكن طبقة التجار الفتية تعرف بعد الأشياء الضخمة التي كانت مختزنة من أجلها، ولكنها ظهرت كطبقة وجعلت نفسها ضرورية وكان هذا يكفيها.

صفحه نامشخص