جلسنا نتبادل النظر في قلق، ونمد البصر إلى الباب العالي المفضي إلى الداخل، المغطى بجناحي ستارة عملاقة خضراء.
متى يبتسم الحظ ويجيء دوري؟ متى أدعى إلى المقابلة فأعرض حاجتي وأتلقى الرجاء؟ الباب مفتوح لا يصد قاصدا، ولكن لا يفوز باللقاء إلا أصحاب الحظوظ.
على ذاك تمضي الأيام، فأذهب بصدر منشرح بالأمل، ثم أعود كاسف البال.
وخطر لي خاطر: لماذا لا أختفي في مكان في الحديقة، حتى إذا انفض السامر وخرج الرجل لرحلته المسائية، رميت بنفسي تحت قدميه؟
لكن الخدم انتبهوا لتسللي، وساقوني إلى القسم، ومن القسم إلى السجن، فألقيت في ظلماته.
عبثا حاولت تبرئة ساحتي.
كيف أذهب طامعا في وظيفة شريفة، فينتهي بي المآل إلى السجن؟
وانتهى إلينا التهامس بأن الرجل الجليل سيزور السجن، ويتفقد حاله، ويستمع إلى شكاوى المظلومين.
عجبت أن يتيسر لي في السجن ما تعذر في الحياة.
وهذه حاجتي إلى عطفه تشتد وتتضاعف.
صفحه نامشخص