أيام نورت له فيها مراحله، وذكر فيها ما نسي من معاده، وكفر بها عنه خطاياه (١).
قال أبو مسعود البلخي: من أصيب بمصيبة فمزق ثوبًا أو ضرب سدرًا فكأنما أخذ رمحًا يريد أن يقاتل به ربه ﷿ (٢).
أخي: إن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرًا من أهل الإيمان في الدنيا من المصائب وما ينال كثيرًا من الكفار والفجار والظلمة في الدنيا من الرياسة والمال، وغير ذلك، فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا للكفار والفجار، وأن المؤمنين حظهم من النعيم في الدنيا قليل، وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة في الدنيا تستقر للكفار والمنافقين على المؤمنين .. فإذا سمع في القرآن قوله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ وهى وإن كان فيها راحة إلا إنها تدل على ضعف وخور، والصبر عنها دليل قوة وعز، وهى إشاعة سر الله -تعالى- عند العبد، وهى تؤثر شماتة الأعداء ورحمة الأصدقاء.
لا تشكون إلى صديق حالة ... تأتيك في السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مرارةٌ ... في القلب مثل شماتة الأعداء (٣)
(١) عدة الصابرين ١١٩. (٢) الإحياء ٤/ ١٣٩. (٣) تسلية أهل المصائب ٣٦.
1 / 69