العمل الأول:
أمر يوريسثيوس هرقل بأن يقتل أسد نيميا، ذلك الوحش الكاسر الضخم الذي روع الأهلين، وقتل الناس والماشية، ولم تفلح في القضاء عليه أية هجمات قام بها سكان منطقة نيميا. كما أمر بأن يحضر إليه ذلك الأسد مقتولا، فانطلق هرقل إلى تلك المنطقة، وأخذ يبحث في كافة أرجائها، حتى وجد ذلك الضرغام، فنشب بينهما قتال مفزع. ووجد هرقل أن سهامه وهراوته الضخمة ليست كافية لقتل هذا الأسد. فألقى البطل قوسه وعصاه جانبا، وهجم على الوحش بيديه القويتين فخنقه حتى مات، فحمله على كتفيه، وذهب به إلى يوريسثيوس كما طلب، فارتعد هذا الأخير فرائص وأعضاء؛ لرؤية ذلك الوحش الغضنفر.
العمل الثاني:
أمر هرقل بأن يقتل الهيدرا، أو أفعوان ليرنا. فلما التقى به من كثب وجد له تسعة رءوس، فإذا ما ضرب بعصاه رأسا منها فأطاح به، نبت مكانه على الفور رأسان آخران جديدان. أما الرأس الأوسط فكان خالدا، قاوم كافة الجهود التي بذلها هرقل لقطعه، فلاح لهرقل أن جهوده كله تذهب أدراج الرياح، ولكنه لم يعدم حيلة، فاستعان بابن أخيه أيولاوس الذي صحبه في هذه المرة. فربط الأفعوان إلى شجرة ضخمة، وأوقد نارا تحت رءوسه القابلة للفناء، فالتهمت النار الرءوس الجديدة بمجرد نموها، حتى أتت عليها جميعا، ولم يبق للأفعوان سوى الرأس التاسع الخالد، فدفنه هرقل تحت صخرة عاتية. وانتفع بدم ذلك الأفعوان بأن غمس فيه سهامه فسممها.
العمل الثالث:
القبض على الوعل الأركادي، ذلك الحيوان العجيب البالغ السرعة، ذي القرون الذهبية والأظلاف البرنزية. خرج إليه هرقل يبحث عنه حتى وجده، فظل يطارده مدة عام كامل دون جدوى؛ بسبب سرعته العظيمة. وأخيرا وبعد لأي استطاع هرقل أن يجرح ذلك الوعل جرحا بسيطا، وبذا قبض عليه وحمله على كتفيه، وذهب به إلى يوريسثيوس.
العمل الرابع:
صيد الخنزير الإريمانثي، طلب يوريسثيوس من هرقل أن يحضر له ذلك الحيوان حيا. وكان هذا الخنزير بالغ الشراسة، عاث في تلك المنطقة الريفية تحطيما وتدميرا، وأتى على اليابس والأخضر. فطارده هرقل وسط الثلوج العميقة المتراكمة على الجبل الذي يعيش فيه هذا الخنزير، وظل يطارده وهو يراوغه، وأخيرا أمسكه في شبكته الضخمة، وحمله إلى سيده يوريسثيوس.
العمل الخامس:
تنظيف حظائر أوجياس ملك إليس. كان لهذا الملك قطيع يتكون من ثلاثة آلاف ثور، ظلت حظائرها لا تنظف لمدة عدة سنوات، حتى تراكمت فيها الأقذار إلى درجة لا تطاق. فلما كلف هرقل بتنظيفها، سد نهري ألفيوس وبينيوس، وجعلهما يصبان مياههما في تلك الحظائر. فأخذت المياه المتدفقة تجرف الأقدار أمامها شيئا فشيئا، حتى نظفتها تماما، وعندئذ أعاد هرقل النهرين إلى مجرييهما الأصليين مرة أخرى.
صفحه نامشخص