Art, Reality, and Aspirations: Stories of Artists and Their Redemption
الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات
ژانرها
"فلم يعرف المسلمون هذا العمل منذ قيام دعوة نبينا محمد ﷺ حتى قبل خمسين ومائة عام- تقريبًا- يوم انفتح الشرقيون على علوم الغرب وحضارته وثقافته، عندئذ اكتسبوا هذا العمل منهم، وتعلموا أصوله وقواعده في مدارسهم، ثم نقلوه إلى بلادهم الإسلامية ليكون نواة لما نشاهده الآن من تمثيليات دينية وغير دينية" (١) .
فالتمثيل بمعناه الحديث لم تعرفه اللغة العربية إلا في أواسط القرن الماضي. وكان اللبنانيون أسبق الشرقيين إلى اقتباسه، لتخرُّجِهم في المدارس الأجنبية، ودراستِهم للآداب الفرنجية (٢) .
ونظرًا لحداثة الأمر بالنسبة للمسلمين فقد تباينت الآراء حول التمثيل وموقف الإسلام منه، ولا أود الخوض في هذا الجانب فليس يتسع المقام لذلك، وقد خصصت ملحقًا له، إلا أن هذا لا يمنعنا من الحديث عن أهداف الفن، وتلمّس الجوانب الإيجابية فيه، ونحن عندما نتكلم عن أهداف الفن فإننا نقصد الفنّ التمثيلي الجائز المؤسَّس على أقوال العلماء الثقات واستنباطاتهم، فيمكن - والحال هذه - أن تكون لهذا النوع من الفن أهداف سامية نابعة من واقع الأمة الإسلامية وضروراتها في التربية والتوعية ومعالجة مشكلات الواقع.
الأهداف السامية للفن:
ولعلّنا نُجمِل أهم تلك الأهداف - من وجهة نظرنا - فيما يلي:
١- تربية الناشئة:
وهذا هدف في مُقدَّم أهداف الفن، لما للناشئة من أهمية في
(١) إيقاف النبيل على حكم التمثيل، عبد السلام آل عبد الكريم، مرجع سابق، ص١٥. (٢) تاريخ الأدب، أحمد حسن الزيات، دار الرسالة، بيروت، ١٣٧٤هـ، ص ٤٢٧.
1 / 19