كتبه المقوقس حنا بن قرقت حاكم مصر
وكان زياد يقرأ وعمرو مصغ إليه ينظر إلى الأرض، ويمشط لحيته بأصابعه، فلما أتم قراءة الكتاب رفع عمرو رأسه وقال: «وأين كتاب نبينا
صلى الله عليه وسلم ؟» فمد زياد يده فأخرجه. وكان محفوظا في صندوق صغير من العاج، ففتحه وأخرج الكتاب منه، وإذا هو من جلد، فتناوله عمرو ونشره وتأمل موضع الخاتم فإذا هو مكتوب فيه «محمد رسول الله» على ثلاثة أسطر.
فعرف فيه خاتم النبي، ونظر إلى الخط فإذا هو خط الإمام علي بن أبي طالب، وهو أول من تولى الكتابة في الإسلام، وكان كاتب النبي، وتولى الكتابة غيره أيضا، وكان عمرو بن العاص في جملتهم، ولما تحقق أنه كتاب النبي، استأنس به وقبله بكل احترام، وجعله على رأسه ثم قرأه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين. فإن توليت فعليك إثم كل القبط. يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. ويلي ذلك خاتم كما يلي:
الله
رسول
محمد
فقال عمرو: «صدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم . أما ما يلتمسه المقوقس من رعاية طائفته وحماية الأديرة والرهبان فذلك مما لا نحتاج فيه إلى وصاية؛ لأننا أوصينا به من قبل، فقد حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله
صفحه نامشخص