والإيجاب أو السلب يكون واحدا متى دل لشىء واحد على شىء واحد: إما كلى على معنى كلى، وإما لا على مثال واحد؛ مثل ذلك: «كل إنسان أبيض »، «ليس كل إنسان أبيض»؛ «الإنسان هو أبيض»، «الإنسان ليس هو أبيض»؛ و«لا إنسان واحدا أبيض»، «قد يكون إنسان ما أبيض» — هذا إن كان قولنا «أبيض» إنما يدل على معنى واحد. فإما إن كان قد وضع لمعنيين اسم واحد فمن قبل المعنيين اللذين لهما صار ليس بواحد لا يكون الإيجاب واحدا، مثل ذلك أنه إن وضع واضع للفرس والإنسان اسما واحدا كقولك: «ثوب» مثلا، فإن قوله حينئذ إن «الثوب أبيض» لا يكون إيجابا واحدا ولا سلبا واحدا. وذلك أنه لا فرق حينئذ بين هذا القول وبين قوله: «الفرس والإنسان أبيض». ولا فرق بين هذا القول وبين قوله: «الفرس أبيض» «والإنسان أبيض». وإذ كان هذان يدلان على أكثر من واحد، وكانا أكثر من واحد، فمن البين أن القول الأول أيضا إما أن يكون كثيرا ، وإما ألا يكون يدل على شىء. وذلك أنه ليس إنسان من الناس فرسا. فواجب ألا يكون فى مثل ذلك أيضا أحد ما فى المناقضة صادقا والآخر كاذبا.
[chapter 9] 〈تقابل المستقبلات الممكنة〉
ونقول إن المعانى الموجودة الآن أو التى قد كانت فيما مضى فواجب ضرورة أن يكون الإيجاب أو السلب فيها إما صادقا وإما كاذبا. أما فى الكلية على معنى كلى فأحدهما أبدا صادق، والآخر كاذب. وكذلك فى الأشخاص على ما قلنا. وأما الكلية التى لا تقال على معنى كلى فليس ذلك واجبا فيها. وقد قلنا فى هذه أيضا.
صفحه ۷۰