ومن قبل ذلك صارت هاتان لا يمكن أن تكونا معا صادقتين. فأما المقابلتان لهما فقد يمكن ذلك فيهما فى المعنى الواحد بعينه: مثل قولك، «ليس كل إنسان أبيض» و«قد يكون إنسان واحد أبيض». — فما كان من المناقضات الكلية كليا فواجب ضرورة أن يكون أحد الحكمين من كل مناقضة منها صادقا، والآخر كاذبا. وكذلك ما كان منها فى الأشخاص: ومثال ذلك «زيد أبيض»، «ليس زيد أبيض». — وما كان منها فى معان كلية وليس بكلى فليس أبدا يكون أحد الحكمين من المناقضة صادقا والآخر كاذبا. وذلك أنه قد يمكن أن نقول قولا صادقا معا إن «الإنسان أبيض» و«ليس الإنسان أبيض»، وإن «الإنسان جميل» و«ليس الإنسان جميلا». وذلك أن ما صار قبيحا فليس بجميل؛ وما كان متكونا فليس بموجود. وقد يسبق إلى الظن على ظاهر النظر أن هذا خلف، من قبل أنه قد يظهر أن قولنا ليس الإنسان أبيض يدل معا على هذا القول أيضا وهو: ولا إنسان واحدا أبيض. فليس ما يدل عليه هذا هو ما يدل عليه ذاك، ولا هما ضرورة معا.
صفحه ۶۸