313

چهل حدیث

الاربعون حديثا

ژانرها

الاربعون حديثا :317

ومن الواضح أن هذا الفتح وكافة الفتوحات تتم بعون الله وإمداده ونور الهداية وجاذبية الذات المقدس سبحانه عز وجل .

وما دام السالك يكون في عالم القلب ، وتكون النقوش والتعينات مستحوذة عليه ، كانت أبواب الاسماء والصفات مغلقة ومسدودة عليه فاذا تلاشت تلك الرسوم من عالم القلب ، بواسطة تجليات الاسماء والصفات ، وأفنت تلك التجليات ، صفات القلب وتعيناته وكمالاته ، تحقق «الفتح المبين» وانفتحت عليه باب الاسماء والصفات ، وارتفعت النقوش المتقدمة النفسية ، والمتأخرة القلبية ، وغفرت ذنوبه في ظل غفارية الاسماء وستاريتها . ويقال بان قوله تعالى «إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» تلويح الى هذا الفتح ومعناه إنا فتحنا عليك عالم الاسماء والصفات فتحا مبينا ، حتى نغفر لك في ظل غفارية الاسماء الالهية ، الذنوب المتقدمة النفسية ، والقلبية المتأخرة . ويكون هذا فتحا لباب الولاية .

وما دام السالك في حجاب كثرات الاسماء ، وتعينات الصفات ، تكون أبواب التجليات الذاتية ، مغلقة في وجهه . وحينما تتم التجليات الذاتية الأحدية عليه ، وتباد النقوش الخلقية والأمرية بأسرها من قلبه ، ويغرق العبد في عين الجمع يكون «الفتح المطلق» وغفران الذنب المطلق وإستتر بواسطة التجلي الاحدي على الذنب الذاتي الذي يكون مصدرا لكل الذنوب «وجودك ذنب لا يقاس به ذنب» . ويقال بأن قوله تعالى«إذا جاء نصر الله والفتح» اشارة الى هذا الفتح .

فمع «الفتح القريب» تنفتح أبواب المعارف القلبية ، وتغفر الذنوب النفسية . ومع «الفتح المبين» تنفتح أبواب الولاية ، والتجليات الالهية . وتغفر البقايا من الذنوب المتقدمة النفسية ، والذنوب المتأخرة القلبية . ومع «الفتح المطلق» تتكشف التجليات الذاتية الاحدية ، ويغفر الذنب الذاتي المطلق .

ولا بد من معرفة أن «الفتح القريب» و«الفتح المبين» يتيسران للانبياء والاولياء والعرفاء . وأما «الفتح المطلق» فهومن المقامات الخاصة بالمرتبة الختمية خاتم النبيين واذا حصل ذلك لشخص ، فإنما هو بالتبع وبسبب شفاعة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم .

وعلم من البيان السابق أن للذنب مراتب يعد بعضها من حسنات الأبرار وبعضها من سيئات المخلصين . كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (ليران أو ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة) (1) وهذا الرين الغبرة هو الالتفات الى عالم الكثرة ولكنه سرعان ما يزول . وفي الحديث (ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقوم من مجلس وإن الاربعون حديثا :318

صفحه ۳۱۷