282

چهل حدیث

الاربعون حديثا

ژانرها

المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته» (1) .

ان الله سبحانه وتعالى غيور ، ويكون هتك ستر المؤمنين وكشف عوراتهم ، هتكا لناموس الهي وكرامته . ولو ان انسانا تجاوز في الاستهتار الحدود ، وهتك حرمات الله ، كشف الله الغيور عيوبه التي سترها عن الآخرين بلطفه وستاريته ، وهتك اسراره وفضح امره في هذا العالم امام الناس وفي عالم الآخرة امام الملائكة والانبياء والاولياء عليهم السلام .

وفي الحديث الشريف في الكافي عن ابي جعفر عليه السلام : «قال : لما اسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا رب ما حال المؤمن عندك : قال : يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وانا اسرع [شيء] الى نصرة اوليائي» (2) .

والاحاديث في هذا الموضوع كثيرة .

وعن الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : «ومن اغتابه بما فيه فهو خارج من ولاية الله تعالى داخل في ولاية الشيطان» (3) .

ومن الواضح ان من يخرج عن ولاية الله تعالى ويدخل في ولاية الشيطان ، لا يكون من اهل النجاة والايمان . كما ورد في حديث اسحاق بن عمار المتقدم (4) ايضا من ان اسلام المغتاب بلسانه ولم يخلص الايمان الى قلبه .

ومعلوم ان من يؤمن بالله ويصدق بيوم الجزاء ويعتقد اعتناقه يوم القيامة لصور اعماله وحقائق سيئاته ، لا يقترف موبقة كبيرة ، تفضحه في عوالم الغيب والشهادة وفي عالم الدنيا والبرزخ والآخرة ، وتقوده الى شر المصائب ، التي هي نار جهنم ، وتخرجه عن ولاية الحق المتعالي وتدخله تحت ولاية الشيطان .

لو اننا اجترحنا مثل هذه المعصية العظيمة لوجب ان نعرف بأن الاساس غير سليم ، وان حقيقة الايمان لم يدخل في قلبنا . ولو ان الايمان تغلغل في القلب ، لصلحت الامور ، لأن آثاره الايمان تتسرب الى الظاهر والباطن والسر والعلن .

فلا بد من معالجة الباطن وامراض القلب . ويستفاد من الاحاديث ان ضعف الايمان وعدم خلوصه كما يسبب فسادا في الاخلاق وانحرافا في الاعمال ، كذلك توجب المفاسد الاربعون حديثا :287

صفحه ۲۸۶