ومعنى ذلك: أن القرآن أكبر كل نعمة على العبد إذا أوتيه، لما في بقية أحاديث له: ((غنى لا فقر بعده))، وأنه: ((دواء من كل داء))، وأنه: ((شافع مشفع))، وغير ذلك، فهو أكبر نعمة يؤتاها العبد.
الحديث الرابع
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار، يحل حلاله، ويحرم حرامه، خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان له حجيجا، فيقول: يا رب، كل عامل يعمل في الدنيا يأخذ بعمله، إلا فلانا، كان يقوم بي آناء الليل والنهار، فيحل حلالي، ويحرم حرامي، يا رب فأعطه.
فيتوجه الله تاج الملك، ويكسوه من حلل الكرامة، ثم يقول: هل رضيت؟ فيقول: يا رب، أرغب له في أفضل من هذا، فيعطيه الله عز وجل الملك بيمينه، والخلد بشماله، ثم يقال له: هل رضيت؟ فيقول: نعم يا رب.
ومن أخذه بعدما يدخل في السن، فأخذه وهو يتفلت منه، وهو لا يدعه، أعطاه الله أجره مرتين)). رواه البيهقي في ((الشعب)).
صفحه ۳۵