اربعین مغنیه
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
ژانرها
706- ومعنى الحديث: أن عماد الدين وقوامه: النصيحة، كما في الحديث الآخر: ((الحج عرفة)) أي: عماده ومعظمه، لا أن الدين ليس إلا النصيحة، بل الحصر مؤول على ما ذكرناه، وقد ذكر جماعة من العلماء هذا الحديث أحد الأربعة التي عليها مدار الإسلام.
707- وقال الشيخ أبو زكريا النواوي -رحمه الله-: ((بل هو وحده مستقل بذلك، وعليه مدار الإسلام بكماله)).
708- وعلى هذا يكون الحصر على ظاهره من غير تأويل، وبيان ذلك بتفصيل وجوه النصيحة المذكورة في الحديث.
709- فنصيحة الله تعالى: اعتقاد وحدانيته، ووصفه بما هو أهله، وتنزيهه عما لا يجوز عليه، والرغبة في محابه، والبعد عن مساخطه، والإخلاص في عبادته، والحب فيه والبغض، وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمه والشكر عليها بالقول والفعل، والدعاء إلى جميع هذه الأوصاف المذكورة والحث عليها، والتلطف في جميع الناس أو من أمكن منهم عليها.
710- وأما نصيحة كتابه: فالإيمان بأنه كلام الله وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها، والخشوع عندها، والذب عنه من تأويل الغالين، وتحريف المبلطين، وطعن الملحدين، والتصديق بجميع ما فيه، والوقوف عند أحكامه، والتفقه فيه، والاعتبار بمواعظه وأمثاله، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه.
صفحه ۴۹۴