چهار نامه
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
ژانرها
289 قال رجل لناسك: ما أعظم نسكك. فقال: أنت أعظم مني نسكا؛ لأني أنا زهدت في العالم الغير الثابت الذي ستزهد به مثلي عند موتك؛ أما أنت فقد زهدت في العالم الذي لا يزول وبغضته، فأنت إذن زاهد في كليهما وأنا بواحد منهما.
291 عنف أحدهم لكثرة صدقاته، فقال: ليت شعري كيف تجهلون أن الذي يريد أن يرحل من بيت إلى آخر ينبغي له أن لا يترك شيئا في بيته القديم.
292 قال ملك لبعضهم: ما لك لا تسجد لي وأنت من عبيدي؟ فقال له: لو علمت أنك عبد لعبدي لما قلت هذا لأني أنا متسلط على الشهوات العالمية وقد قهرتها، وأما أنت فقد تسلطت عليك وقهرتك فصرت لها عبدا.
293 قال أحد الأغنياء لناسك: كيف نرى وجهك باشا، وأنت فرح دائما كأنك عائش أرغد عيش وبأطيب هناء، فقال: يجب لي أن أفرح ولك أن تحزن؛ لأن أحزاني تذهب وأفراحك أنت تنتهي.
298 سئل آخر: ما هو هذا العالم؟ فأجاب: ضحكة لمن جربه.
303 دخل لص بيت ناسك في الليل، فلما لم يجد عنده شيئا قال له: أين هو مقتناك؟ فأجاب: إني وضعته حيث لا يمكنك أن تدركه، وأومأ إلى السماء.
304 قيل لآخر : لا نراك تلوم أحدا قط فقال: لأني لا أكف عن لوم ذاتي ولا دقيقة واحدة.
305 قال أحد الولاة لزاهد: ما لك لا تأتي إلينا أصلا؟ فقال: لأني لا أجد عندك ما أريد الحصول عليه، ولا تجد أنت عندي شيئا أخاف أن تخطفه مني.
306 كان آخر يقول: تأملوا ماذا يفيد الغنى لمن يقتنيه: أولا الخوف من الوالي ثم الحرص من اللص، والحسد من المحب والبغض من الولد إذ يؤمل موت أبيه ليرثه.
308 قال آخر: ليكثرن خوفك من الله كأنك لم تعمل برا قط، ويكثرن رجاؤك فيه كأنك لم تخطئ قط إليه.
صفحه نامشخص