اژدهایان غول پیکر

مارون عبود d. 1381 AH
92

اژدهایان غول پیکر

أقزام جبابرة

ژانرها

3

وبعد هذا الإنذار كر على دور النشر، فظلت هادئة الأعصاب ولم تندحر أمامه، فرأى أن يعمل بقول المثل: ما حك جلدك مثل ظفرك. فعزم، بعناد، على أن يكون مؤلفا وناشرا، فدفع قصته إلى كاتب شهير، فقدمه إلى القراء، وتعاونا تعاونا وثيقا على غزو العقول، فصدرت المقدمة مرقومة بالحروف الأبجدية، عشرون صفحة علم فيها الكاتب الشهير الناس كتابة القصة، واتخذ لها نموذجا قصة «فريدة» ذات الحوادث العجيبة، والتصوير الغريب، والتحليل النفساني الذي لم يدرك استندال بعضه، ولا دوستويفكي أقله.

وظهرت القصة الفريدة فاستقبلتها الصحف المعلومة بالتهليل والتكبير، وعظمت صاحبها أيما تعظيم، أما الأدباء الحق فصمتوا. ونعم إبراهيم بشهرة صحفية واسعة، ولم يكتف بما استجداه من ثناء الأقلام الجوفاء، وبما كتبه هو عن نفسه بلسان الآخرين، فطمع باستدراج النقاد الكبار ...

وبلغ به حب الشهرة حد الوسواس،

4

فإذا جالسته أخذ يستدرجك إلى التنويه به والثناء عليه، وكلما فتحت فاك لتقول كلمة تبتدئ بالفاء والراء ينتفض ظانا أنك ستقول شيئا عن فريدة ... حتى إذا أيأسته من هذا جال في ميدان البحث الأدبي، وتفوق على ابن الأثير في مدح نفسه، ورأى أنه أغزر ألوانا من جبران.

ونام ذات ليلة حزينا، ضامه ركود الثناء وهو ممن يحبون أن يذكروا كل يوم، فقال في قلبه: الشهرة أقصى أماني الرجال وخصوصا الأدباء.

وبعد أن استرخى في فراشه رفس اللحاف وقعد يحسب ما ربحه من سوق الدعاية، فعزم على إنفاق ما جمع في أشرف السبل، وبعد محاولات هدأت أعصابه فنام، وملأ قلبه أمل لا حد له ولا طرف.

وبكر في الغد للاصطباح عند أحد أصدقائه، وسأله أن يؤدي له خدمة لا تكلفه شيئا، وعرض عليه الفكرة، وبعد أسابيع كان احتفال في أكبر فنادق الثغر، «علفة»

5

صفحه نامشخص