فأحس بها الخوري قليلا، ولكنه بلعها، وقال بحدة: سماع يا شدياق، هذي إرادة ربنا يسوع المسيح له المجد، وهو لو حب كان أمحى أثر اليهود. سمعت قول الإنجيل أمس، كلمته: أنا هو، قلبتهم على ظهورهم.
وأعجب الخوري ببلاغته هو، فتحرك أيما تحرك، فبصت لحيته المرعزية
30
تحت ضوء القمر، فضحكت زمرة زكريا، فحار الخوري في ضحك بلا سبب، ولكنه لم يقف، بل التفت إلى القوم التفاتة منطيقي أدلى ببرهان ذي حدين، فرجحت الرءوس إعجابا، وانقلبت شفاه عديدة استكبارا، ورأى الخوري طابيتا شاخصة تأكله بعينيها، فتذكر أياما لم يكن جسده فيها هيكل الروح المقدس، ولاذ «بالنعمة» فأخزى الشيطان، واشرأب وتفرعن.
أما زكريا فاختبى بيديه وقال: الحق مع بلي ... هئ، مع الخوري تيموتاوس. والله العظيم لو كان حضر المعركة كان نتف لحية قيافا،
31
ودعس رقبة يوحانان.
فهزهز الخوري رأسه وقال: هذا نصيبنا، ما أحلى ما يقدر الله!
وطاب الحديث للخوري فانبسط زكريا وقال: لكن خوف الرسل بين يا معلمي، هذا مار يحنا حبيب المسيح كان أول الهاربين، ثم لاحظ كم مرة فزعوا بعد القيامة. أؤكد لك أنهم كانوا يفزعون من خيالهم، مساكين!
فمطمط
صفحه نامشخص