وزحف توا إلى فراشه فاستلقى على قفاه، ثم قال وهو يلتحف: حضري الزوادة يا برسيطا، لا تنسي أنها لنهار الجمعة، اسلقي بطاطا. وبعد هنيهة رفع رأسه عن المخدة وقال لها: الشروال مخزوق، دبريه، والكبران
8
مفتوق. ثم همهم: إن وقعت عليه عيني لأخطفن روحه.
وبعد أن قبع تحت لحافه عاد فكشف عن صلعته المجعدة وقال لابنه: سن السكاكين ونظف القرابينة، حمص البارود لئلا يصيبنا ما أصابنا اليوم.
فأشارت أم خطار بيدها تستفهم، فاستمهلها ابنها حتى غفي أبوه، فقال لها: وقعنا اليوم على اثنين، واحد قشطناه، والثاني هرب. الثاني شب أخو أخته.
9
ثم أخرج خاتما فضيا مكتوبا عليه «يزول»، فامتعضت برسيطا إذ رأته وقالت: هذا هدية لمحبوبته، حرام عليكم.
فأومأ خطار نحو أبيه وقال: قولي له، لا تقولي لي أنا. إن قلت له مرة: حرام، يجن جنونه ويقول: ولد نذل، دائما تقول هذا كذا، وهذاك كذا، قشطهم والعن جد جدهم.
وبعد قليل هدأ البيت إلا من شخرات بو خطار الطالعة النازلة، وكان يتكلم بلا وعي، فيتهدد هذا، ويأمر ذاك بالتسليم، ثم يصيح بولده: نبشه يا خطار.
وأفاق كعادته عند الفجر الكاذب
صفحه نامشخص