صاح جورج وروبرتا معا: «لا ترتدي جواربك الطويلة!» يستشف المرء من وقع صوتهما أنهما كانا يتبادلان أطراف حديث طريف طوال الطريق إلى بيت فاليري.
وصرخت أنجيلا وإيفا لتؤكدا: «لا ترتدي جوربك الطويل.»
أجابت فاليري من وراء نافذتها: «حسنا، ما دامت الجوارب الطويلة تتعرض لكل هذا التحامل، فلن أرتدي حتى ثيابي. سأخرج كما أنا الآن.»
صاح جورج في ذهول ممسكا بكراسي الحديقة أمام وجهه: «لا تخرجي علينا هكذا!»
لكن فاليري، التي ظهرت في مدخل البيت، بدت جميلة بفستانها الفضفاض الذي يمتزج فيه الأخضر بالذهبي والأزرق. ليس عليها أن تكترث برأي جورج في الثياب الطويلة. فلا ملامة عليها على أية حال لأنه لا يمكن أن يزعم أحد أنها تلهث وراء تودد الآخرين أو إعجابهم . هي طويلة القامة، يكاد ثديها لا يبين، ويبدو وجهها الطويل، غير جميل الملامح، متألقا من فرط الترحاب والعطف الشديد وخفة الظل والذكاء والتقدير، ويتخلل شعرها الأسود الكثيف المجعد بعض الشيب. وكانت قد أفرطت في صيف هذا العام في قص شعرها، فلم يبق منه سوى القليل المجعد المنحسر عن عنقها الطويل المصبوب والتجعدات على طرفي وجنتيها وأذنيها الكبيرتين المسطحتين.
قالت فاليري: «أعتقد أنني أبدو أشبه بالماعز بهذه القصة. إنني أحب الماعز وأعشق عيونها. أليس من الرائع أن تكون لنا هذه الحدقات الأفقية؟ فكرة عجيبة!»
يقول لها أبناؤها إنها غريبة الأطوار بالفعل.
ثم جاء طفلا فاليري بينما دلف جورج وروبرتا وأنجيلا وإيفا إلى القاعة الرئيسية، وقالت روبرتا إن الثلج يقطر من الحلوى ويجب أن تضع هذه الخلطة - بمظهرها الخداع - في المجمد. ظهرت روث أولا، وهي في الخامسة والعشرين من عمرها ويبلغ طولها ستة أقدام تقريبا، وتشبه أمها كثيرا. لقد تخلت عن رغبتها في التمثيل، وعكفت على تعلم التدريس للأطفال ذوي الاضطرابات. وكانت روث تلف حول ذراعيها نبتة عصا الذهب ونبتة دانتيل كوين آن والأضاليا - أعشاب وأزهار متشابكة بعضها مع بعض - ألقت بها عند مدخل القاعة بحركة مسرحية، وضمت توت العليق إلى صدرها.
وقالت بحب: «حلوى. يا للروعة! أنجيلا تبدين رائعة الجمال! وأنت أيضا يا إيفا. أعرف من هي إيفا؛ إنها عروس لاميرمور!»
بالنسبة لأنجيلا، لا بأس من هذا الإطراء الصريح من روث، بل إنها ترحب به؛ لأن روث هي أكثر إنسانة تروق لها في العالم كله، ولعلها حتى الوحيدة التي تعجب بها على الإطلاق.
صفحه نامشخص