ونفي الفضائل المذكورة قبلها عنه، وهذا من أعظم المحادة لله تعالى ولرسوله ﷺ ومن أعظم العقوق لآدم حيث قد جعله الدارونيون منفصلًا من القردة التي هي من أخبث الحيوانات طبعًا وأشدها قبحًا وتشويهًا في الخلقة، فقاتل الله من قال بهذه المقالة الخبيثة ومن تلقاها بالقبول وقدمها على ما أخبر الله به ورسوله ﷺ عن ابتداء خلق آدم ﵊.
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ قال: «إن الله ﷿ خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وصححه أيضًا الحاكم والذهبي، وفي هذا الحديث أبلغ رد على من قال بالنشوء والتطور والارتقاء في بني آدم.
فصل
وقد عقد الرازي في كتابه الذي سماه «أساس التقديس» فصلًا في إثبات الصورة لله تعالى وأورد فيه حديث أبي هريرة ﵁ الذي جاء فيه «أن الله خلق آدم على صورته» وحديث ابن عمر ﵄ الذي جاء فيه «أن الله خلق آدم على صورة الرحمن» وتأول الحديثين على طريقة أهل الكلام الباطل المذموم عند السلف واستشهد في كلامه بتأويل ابن خزيمة للحديثين، وقد رد عليه وعلى ابن خزيمة بحر العلوم وسيف الله المسلول على أهل البدع. شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية