اقضیه رسول الله
أقضية رسول الله(ص)
ناشر
دار الكتاب العربي
محل انتشار
بيروت
ژانرها
الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله ﷺ: «إنما أعطي رجالا حديثي عهد بكفر، أما ترضون أن يرجع الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به» . قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم: «إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» «١» .
وفي مصنف أبي داود عن جبير بن مطعم قال: لما كان يوم خيبر وضع رسول الله ﷺ سهم ذي القربى في بني هاشم وبني عبد المطلب، وترك بني نوفل وبني عبد شمس فانطلقت أنا وعثمان إلى النبيّ ﷺ فقلنا: يا رسول الله لا ننكر فضل بني هاشم لموضعهم منك فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدة فقال النبيّ ﷺ: «أنا وبني المطلب لا نفترق في جاهلية ولا في إسلام، إنما نحن وهم شيء واحد وشبك بين أصابعه» «٢» . ويقال إن هذا خصوص من فعل النبيّ ﷺ لال المطلب كونهم من بني هاشم بني أخوة أشقاء. ويقال إن عبد شمس وهاشما توأمان. وفي بعض الروايات: «فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض» .
هكذا رواه أبو زيد، وكان الذي آثرهم رسول الله ﷺ وأعطاهم مائة من الإبل: الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن وغيرهم. وذكر ابن هشام وغيره: أبا سفيان، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى، والعلاء بن حارثة، - وعيينة ابن حصن، والأقرع بن حابس- ومالك بن عوف، وصفوان بن أمية، هؤلاء أصحاب المئين، وأعطى جماعة أقل من مائة، وأعطى جماعة خمسين خمسين. وقال قائل: يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة، وتركت جميل بن سراقة الضمري، فقال رسول الله ﷺ: «أما والذي نفس محمد بيده لجميل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جميل بن سراقة إلى إسلامه» «٣» .
وفي البخاري: أن رسول الله ﷺ قال: «إني لأعطي قوما أتألف ظلعهم وجزعهم، وأكل قوما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى منهم عمرو بن تغلب» . قال عمرو: فما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ ما أظلته الخضراء «٤» . وفي هذه القسمة في غزوة حنين قال رجل:
والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. وهو من بني تميم يقال له ذو الخويصرة، فقال رسول الله ﷺ: «ويحك فمن يعدل إذا لم أعدل» «٥»، وذكر الحديث بطوله،
_________
(١) رواه البخاري (٣١٤٧) في فرض الخمس من حديث أنس ﵁.
(٢) رواه أبو داود (٢٩٨٠) والنسائي (٧/ ١٣٠ و١٣١) وهو حديث صحيح.
(٣) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٣٦٠) . وقال: وقد ذكر ابن اسحاق الذين أعطاهم رسول الله ﷺ يومئذ مائة من الإبل. وهم أبو سفيان إلى آخر الحديث. وقد ذكره بدون إسناد.
(٤) رواه البخاري (٣١٤٥) في فرض الخمس. من حديث عمرو بن تغلب ﵁.
(٥) رواه البخاري (٣١٥٠) في فرض الخمس. من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
1 / 52