208

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

ناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

الرابعة: إن الحكم على التمثيل لا ينتهي، ففي كل ساعة أحداث، وفي كل يوم بدع، ولكل قوم عادات، فلو أراد الدعاة أن يتتبعوا كل هذا في دعوتهم، لانشغلوا وأشغلوا.
وأما الدعوة إلى التأصيل فهي: تَعلُّمٌ لأحكام التمثيل كلِّه، مما يوفر الوقت، ويدخر الجهد، ومن تعلم التأصيل سهل عليه الحكم على التمثيل، ولا عكس.
المطلب الرابع: القاعدة وأهل هذا الزمان:
إن الوضع اليوم يختلف اختلافًا كبيرًا عما كان عليه الناس في عهد النبي ﷺ، فالنبي ﷺ، لما كان يخبر الصحابة عن فعل أنه شرك .. أو أنه بدعة .. كان الصحابة يعلمون معنى الشرك وما حكمه .. ويعلمون ما معنى الابتداع وما حكمه .. ولا يحتاجون لأدلة على ذلك، لأن كلام النبي ﷺ هو دليل بذاته.
وأما في زماننا، فلا الداعي هو النبي ﷺ، ولا المدعوون هم الصحابة في العلم والتأصيل والفهم .. فهم يفارقون الصحابة في هذا الأمر بأمرين:
الأول: أن معظمهم لا يفهم ما يقال له .. لأنهم فقدوا كثيرًا من معاني الألفاظ الشرعية وأحكامها، كمعنى؛ الألوهية، والشرك، والابتداع .. مثلًا .. فهو يأتي الشرك .. في الوقت الذي يلعن المشركين.
الثاني: إن فهموا ما يقال لهم ما استجابوا، لاعتقادهم عدَم صحة ما يلقى عليهم، وقد اعتادوا سنين على هذه البدع مثلا، فإذا بهم يُفاجأون

1 / 210