163

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

ناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

والمقصود من الحديث: أنه إذا سقط من عُرِفَ عنه التُّقى، أو الوجاهة، في زلة أن يُعفى عنه، ويُغض الطرف عن زلته.
قال الإمام الشافعي: «وذوو الهيئات الذين يقالون في عثراتهم: هم الذين ليسوا يُعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة». (١)
وفي هذا تقدير واضح لبعض الظروف التي يمر بها الناس.
ولما قدم عدي بن حاتم الطائي إلى رسول الله ﷺ استضافه، وقدم له وسادة إكرامًا له، فهو ابن كريم مشهور. (٢)
والمقصود؛ تقدير ذوي الهيئات .. ومن كان وجيهًا، أو سلطانا، فلا يستحسن مناصحته أمام الناس، بل لابد أن يكون على انفراد، وبأسلوب لا يدفعه إلى الاعتزاز بسلطته، أو استخدامها إذا لم ترُق له الموعظة.
قال ﷺ: «من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يُبْدِ له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه، فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له». (٣)
وأهدت إحدى زوجات النبي ﷺ للنبي طعامًا، وكانت ليلته عند بعض نسائه، فضربت التي النبي ﷺ في بيتها بيدها يد الخادم فكسرت القصعة، فضمها وجعل فيها الطعام، ويقول: «غارت أمكم» وقال:

(١) السنن الكبرى للبيهقي (٨/ ٣٣٤).
(٢) انظر سيرة ابن هشام (٤/ ٢٢٣)، وتاريخ ابن عساكر (٤٠/ ٧٧) وأصل الحديث في الترمذي (٢٩٥٣)، وأحمد (٤/ ٣٧٨)، وصحح أصله الألباني في الصحيحة.
(٣) رواه أحمد (٣/ ٤٠٣ - ٤٠٤)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٦٧)، والحاكم (٣/ ٢٩٠) وصححه الألباني في السنة لابن أبي عاصم (١٠٩٦ - ١٠٩٨).

1 / 165