153

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

ناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

المطلب الرابع: تنوع خطاب القرآن بما يتناسب وهذه الأصناف:
عند تتبع أساليب القرآن في خطاب الناس؛ نجد القرآن الكريم قد خاطب هذه الأصناف كلها، كلًا حسب إيمانه، وكلًا بما يناسب تفكيره ومعتقده.
فخاطب الدهريين: بإثبات وجود الخالق، فقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيئٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾. [الطور: ٣٥]
وقال تعالى: ﴿هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مّبِينٍ﴾. [لقمان: ١١]
وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ﴾ [الروم: ٢٠]
وحاجَّ إبراهيمُ ﵇ الدهريَّ بقول: ﴿فَإِنّ اللهَ يَأْتِى بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الّذِى كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾. [البقرة: ٢٥٨]
وخاطب القرآن المشركين بما يناسبهم في عقائدهم. فقال تعالى:
﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخّرَ الشّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنّ اللهُ فَأَنّىَ يُؤْفَكُونَ﴾ [العنكبوت: ٦١]
لأنهم كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية .. ويشركون في الألوهية فألزمهم الله بمقتضى الربوبية أن لا يشرك به .. لأن العبادة تصرف لخالق هذا الكون والمتصرف فيه، ولا تصرف لغيره من المخلوقات كائنًا ما كانت.

1 / 155