وقد عفا رسول الله ﷺ عن الأعرابي الذي شد ثوبه حتى أثرت حاشيته في عنقه ﷺ (١).
وقصة الذي أراد أن يقتل رسول الله ﷺ وهو تحت الشجرة معلومة، إذ جاء رجل من المشركين وسيف رسول الله ﷺ معلق بالشجرة، فأخذ سيف رسول الله وقال من يمنعني منك؟ قال: «الله»، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله ﷺ فقال: «من يمنعك مني؟»، قال: كن كخير آخذ، قال: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟»، قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ... فخلى سبيله، قال: فذهب إلى أصحابه، قال: قد جئتكم من عند خير الناس ...» الحديث (٢)
فانظر كيف عفا عنه، بعدما كاد أن يقتله، وأصر على كفره .. فاللهم هب لنا فقها وعفوًا.
وعفا .. وعفا ... عليه صلوات ربي وسلامه إلى يوم يبعثون.
والتحلي بالعفو والتسامح له ثمار عظيمة، منها:
-طيب نفس الداعية، وانشراح صدره، فإن العفو والتسامح يجعل النفس طيبة، مما يدفعها إلى مزيد من العطاء، ومزيد من الإقبال على الناس، ولو كانوا من المؤذين، وعدم التسامح يبعث الكمد في النفس بالحقد، ويغري القلب بحب الانتقام، الأمر الذي يدفع النفس إلى التراجع، ثم الانزواء عن الناس، وعن الدعوة، وفي ذلك من الخسارة ماهو معلوم لكل عاقل.
(١) البخاري (٣١٤٩)، ومسلم (١٠٥٧).
(٢) أحمد (٣/ ٣٦٥) وأصل القصة في الصحيحين البخاري (٢٩١٠)، ومسلم (٨٤٣).