103

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

ناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فرب رجل يحفظ حروف العلم التي أعظمها حفظ حروف القرآن، ولا يكون له من الفهم ..» (١).
فليس كل حامل علم يحمل فقهًا، وبصيرة، فحمل العلم شيء، والفقه فيه، والبصيرة بإعماله شيء آخر.
الثاني: التنبيه إلى الفرق بين العلم وبين التعالم، أو بين العالم والمتعالم، والتأكيد على ذلك في الدروس والخطب واللقاءات (٢)
فإن كثيرًا ممن يَدْعون ويَضلون ويُضلون يظنون أنهم علماء، وهم متعالمون، وذلك لعدم تفريقهم بين العلم والتعالم، كالخوارج، والمعتزلة، والجهمية، وإخوانهم من كل فرقة، ولذلك يجب التركيز في دروس العلماء على بيان الفروق بين العلم والتعالم، وبين العالم والمتعالم، فإن كثيرًا منهم أصحاب نيات حسنة، فلعلهم يرجعون.
ومن الجدير ذكره - قبل نهاية هذا الباب -: أن شرط العلم، ليس على إطلاقه؛ بأن يكون كل داعية عالمًا بجميع العلوم.
كلا، بل الشرط أن يكون الداعية عالمًا فيما يدعو إليه.
وكلما كان الداعية أعلم، كان أفضل، ورُبَّ داعية عنده بصيرة وعلم فيما يدعو إليه، خير من عالم نحرير فاقد للبصيرة.
والمقصود بالعلم العام -الذي أُلمح إليه في أول هذا الباب -أن يكون لدى الداعية علمًا عامًا بالتوحيد، وأنواعه، وأركان الإيمان،

(١) الفتاوى (١١/ ٣٩٧).
(٢) إن الإنسان ليعجب أشد العجب من خلو بعض المحاضرات، والخطب، والدروس من مثل هذا التأصيل والنصح، الأمر الذي جعل فراغًا كبيرًا في فهم المنهج، وقضاياه.

1 / 105