نظرات حکیمانه در فواید مفید
الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة
ژانرها
[الفائدة الخامسة والثلاثون: حقيقة الأذان]
الأذان: إخبار بدخول الوقت، ولذلك حده أصحابنا وغيرهم شرعا بأنه: الإعلام بدخول الوقت بألفاظ مخصوصة، ولكونه خبرا فيكفي فيه الواحد كسائر الأخبار، ولا أعلم فيه خلافا ، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((وليؤذن لكم أحدكم )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا )) ونحوه.
بل قيل: إنه لا يجوز أن يؤذن اثنان فصاعدا معا، وأما إن أذن واحد بعد واحد فلا بأس؛ إذ قد فعل ذلك في عهده صلى الله عليه وآله وسلم ، واحتج على منع كونهما في وقت واحد، بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لو يعلم الناس ما في النداء لاستهموا عليه )).
قال: فلو جاز أن يؤذن اثنان فصاعدا معا لكان الاستهام لغوا لا وجه له، وإذا ثبت أنه إخبار بدخول وقت الصلاة فاعلم أنه قد ذكر (أهل المذهب)وغيرهم اعتماد المؤذن في دخول الوقت وتقليده إذا كان ثقة عارفا بالمواقيت، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((المؤذن مؤتمن ...)) الخبر أي مؤتمن على دخول الوقت وعلى حرم الناس؛ لأنه يشرف من المواضع العالية، وإنما يعتمد على أذانه في الصحو دون الغيم؛ لأنه في الصحو مشاهد فهو مخبر عن مشاهد فيقبل ولو أمكن العلم.
(الصعيتري): وهذا إجماع وإن كان القياس أنه لا يجوز؛ لأنه تقليد مع إمكان العلم، ومثل ذلك لا يجوز في غير هذا الموضع، وأما في الغيم فكل يتحرى لنفسه، لأنه لا يخبر عن علم بل يتحرى، فلا يجوز لمن يمكنه التحري تقليده إذ المجتهد ليس له تقليد مجتهد مثله.
صفحه ۱