انوار یقین در امامت امیرالمؤمنین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
ژانرها
فقد أتاني كتابك تذكر اصطفاء الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لدينه وتأييده بمن أيده من أصحابه، فلقد خباء لنا الدهر منك عجبا، إذا طفقت تخبرنا بابتلاء الله عندنا، ونعمته علينا في نبينا، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر ، وداعي مسددة إلى النضال، وزعمت أن أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله، وإن نقص لم يلحقك ثلمه، وما أنت والفاضل والمفضول، والسايس والمسوس، وما للطلقاء وأبناء الطلقاء، والتمييز بين المهاجرين الأولين وترتيب درجاتهم، وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها إلا تربع أيها الإنسان على طلعك، وتعرف قصور ذرعك، وتتأخر حيث أخرك القدر، فما عليك غلبة المغلوب، ولا لك ظفر الظافر، وإنك لذهاب في التيه، ورواغ عن القصد ألا ترى غير مخبر لك لكن بنعمة الله أحدث أن قوما استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين، ولكل فضل حتى إذا استشهد شهيدنا قيل سيد الشهداء، وخصه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبعين تكبيرة عند صلواته عليه ألا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل حتى إذا فعل بواحدنا كما فعل بواحدهم قيل الطيار في الجنة، وذو الجناحين، ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء لنفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين، فدع عنك من مالت به الرمية فإنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا لم يمنعنا قديم عزنا، وعادي طولنا على قومك إن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الاكفاء، ولستم هنالك، وأنا يكون ذلك كذلك، ومنا النبي ومنكم المكذب ومنا أسد الله، ومنكم أسد الأحلاف، ومنا سيدا شباب أهل الجنة، ومنكم صبية النار، ومنا خير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب في كثير مما لنا وعليكم، فإسلامنا ما قد سمع، وجاهليتنا لا تدفع، وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض}[الأنفال: 75].
صفحه ۶۱