وروي الطبري في تاريخه: عمن أثبت اسمه في كتابه عن ابن عباس قال: بينا عمر بن الخطاب، وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر فقال بعضهم: فلان أشعر، وقال بعضهم: بل فلان أشعر، فأقبلت فقال عمر: من أشعر العرب قلت: زهير فقال عمر هل من شعره ما يستدل به على ما ذكرت فقلت: امتدح قوما من بني عبد الله بن غطفان فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم
قوم أبوهم نان حين تنسبهم
أنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا
محسدون على ما كان من نعم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
مرزؤون بهاليل إذا احتشدوا
لا ينزع الله عنهم ما له حسدوا
وقد رويت هذه الأبيات، والقصة فيها زيادة عن محمد بن عثمان عن أبي مسمع عن بن دأب فقال كان عمر بن الخطاب جالسا في قومه يتذاكرون الشعر فيقول بعضهم فلان أشعر ويقول الآخر فلان أشعر فقيل بن عباس بالباب فقال عمر بن الخطاب قد أتاكم ابن بجدتها وأعلم الناس بهذا فلما جلس قال له عمر من أشعر الناس يا ابن عباس قال زهير يا أمير المؤمنين بقوله:
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم
لو كان يقعد فوق الشمس من أحد
أو كان يخلد أقوام بفظلهم
أو يعدلون بوزن أو مكايلة
أنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا
محسدون على ما كان من نعم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
أوما تسلف من آبائهم خلدوا
ما لوا برضوى ولم يعد لهم أحد
مرزؤن نها ليل إذا جهدوا
لا ينزع الله عنهم ما به حسدوا
أنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا
محسدون على ما كان من نعم ... مرزؤن بهاليل إذا جهدوا
لا ينزع الله عنهم ما به حسدوا
-فقال عمر: أحسن، وما أعلم أحدا أولى بهذا الشعر من الحي من بني هاشم بفضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرابتهم منه.
-قال بن عباس: فقلت وفقت يا أمير المؤمنين، ولم تنزل موقفا، فقال: يابن عباس: أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد، فكرهت أن أجيبه فقلت: إن لم أكن أدري فقال يا أمير المؤمنين يدري.
صفحه ۲۷