وروى السيد العباس بن أحمد بن إبراهيم في كتاب المصابيح ما رويناه عنه قال اخبرنا الرواة عن جعفر بن محمد عليه السلام قال لما بويع أبو بكر قعد عنه علي -عليه السلام- فلم يبايعه وفر إليه طلحة، والزبير، فصارا معه في بيت فاطمة – عليها السلام، وأبيا البيعة لأبي بكر، وقال كثير المهاجرين والأنصار إن هذا الأمر لا يصلح إلا لبني هاشم، وأولاهم به بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب لسابقته، وعلمه، وقرابته إلا الطلقاء، وأشباههم، فإنهم كرهوه لما في صدورهم، فجاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة إلى باب فاطمة عليها السلام، فقالوا والله ليخرجن للبيعة أو لنحرقن عليكم البيت، فصاحت فاطمة با رسول الله ما لقينا بعدك، فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف فحمل عليهم فلما بصر به عياش قال لعمر: اتق الكلب وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه وانتزع السيف من يده فضرب به حجرا فكسره.
قال أبو العباس رحمه الله عن أخبار الرواة قال قالوا: لأبي بكر قد بايعك الناس كلهم إلا هذان الرجلان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فأرسل إليهما فأتي بهما، وعليهما سيفاهما، فأمر بسيفيهما فأخذا ثم قيل للزبير بايع قال لا أبايع حتى يبايع علي فقيل لعلي بايع قال فإن لم أفعل فمه، فقيل يضرب الذي فيه عيناك، فمدوا يده فقبض أصابعه، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم اشهد، فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما سيف الزبير فإنهم كسروه بين حجرين، وأما سيف علي فردوه عليه.
وروى السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا الرواة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كنت فيمن حمل الحطب إلى باب علي –عليه السلام –فقال عمر والله لئن لم تخرج يا علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه.
صفحه ۱۸