إِنّي وَجَدْتُ الخَيْل عِزًّا ظاهِرًا ... تُنْجِي من الغُمَّي ويَكْشِفْنَ الدُّجَى
ويَبِتْنَ بالثَّغْرِ المُخْوفِ طَلائعًا ... ويُثِبْنَ للصُّعْلوكِ جَمَّةَ ذِي الغِنَىَ
وقال أَبو دُوَاد الإِياديّ في حُبِّه الخَيْلَ:
عَلِقَ الخَيْلَ حُبُّ نَفْسِي مُقِلًا ... وإِذَا ثابَ عِنْدِيَ الإِكْثارُ
عَلِقَتْ هِمَّتي بهنّ فَمَا يَمْ ... نَع مِنّي الأَعِنَّة الإِقْتَارُ
جُنَّةٌ لي وكُلّ يَوْمِ رِهَانٍ ... اجمعتى في رهانها الأجسار
وانجرادي بهن نحو عدوي ... وارتِحالى الْبِلاَدَ والتَّسْيَارُ
ولرجل من بني عامر بن صَعْصَعَة:
بَنِي عامِرٍ ما لي أَرَى الخَيْلَ أَصْبَحَتْبِطَانًا وبَعْضُ الضُّمْرِ للخَيْلِ أَفْضَلُ
بني عامرٍ إِنّ الخُيولَ وقَايةٌ ... لأَنْفُسِكمْ والمَوتُ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ
أَهِينًوا لَهَا ما تُكرِمونَ ويَاسِرُوا ... صِيَانتَها والصَّوْنُ للخَيْلِ أَجْمَلُ
مَتى تُكْرِمُوها يُكرِمِ المَرْءُ نَفْسَه ... وكلُّ امْرِئٍ مِنْ قَوْمِه حَيْثُ يَنْزِلُ
وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخضَر الضَّبِّيُّ:
بأَسْرَعَ رَجْعَةً منها وكَرًّا ... إِذَا أَبْدَتْ مِنَ العَرَقِ العِذَارَا
إلى أَمْثالِ تِلْكَ إِذَا فَزِعْنَا ... نَطِيرُ ونَمْنَعُ السَّرْحَ المُثَارَا
نُوَالِّيهَا الصَّرِيحَ إِذا شَتَوْنَا ... على عِلاَّتِنا ونَلِي السَّمَارا
رَجَاءَ أَن تُؤَدِّيَهُ إِلَيْنَا ... مِن الأَعْداء غَصْبًا واقْتِسَارًا
وعلى ذِكر إِيثارِه فرسَه باللَّبن فمن حَسَنِه وجَيّدِهِ قول عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْدانِيّ:
غَبَرتْ خَيْلُنا نُقَاسِمُها القُو ... تَ ولم يُبْقِ حاصِدُ المَحْلِ عُودَا
شَتْوَةً تُوسِعُ الجِمَالُ لهَا الرِّسْ ... لَ ونَسْقِي عِيالَنا تَصْدِيدَا
ذَاكَ حتَّى إِذَا الرَّبِيعُ نَفَى الأَزْ ... مَةَ قُدْنَا مِنْهَا شيَاطِينَ قُودَا
ورَمَيْنَا بِهَا دِيَارَ الأَعَادِي ... فأَثَابَتْ لِكُلِّ قَعبٍ قَعُودَا
حَبَّذَا هُنَّ مَتْجَرًا رَابِحَ الصَّف ... قَةِ تَحْوِي الغِنَى وتَشْفِي الحقُودَا
وقريبٌ منه لفضَالَةَ بنِ شِرِيكٍ الوالبِيّ في فرسه واسمه ناصِح:
أَناصِحُ إِنّ الخَيْلَ مَجْلوبةٌ غَدًا ... ومَالَك إِنْ لم يَجْلُبِ اللهُ جالِبُ
أَتذكُرُ إِلْبَاسِيكَ في كُلِّ شَتْوَة ... رِدَائي وإِطْعَامِيك والبَطْنُ سَاغِبُ
أَناصحُ كَمِّشْ للرِّهانِ فإِنّها ... غَدَاةُ رِهَانٍ جَمَّعتْها الحَلائبُ
أَنَاصِحُ هَدْىٌ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ ... علَيَّ ونَذْرٌ لا أَبِيعُك وَاجِبُ
ولعمْرو بن مالكِ:
وسَابِحٍ كعُقَابِ الدَّجْن أَجْعَلُه ... دُونَ العِيَالِ له الإِيثارُ واللَّطَفُ
قولُه عُقَاب الدَّجْنِ العُقابُ إِذا رأَتِ الدَّجْنَ كان أَسْرَعَ لطَيرَانِهَا طَلَبًا لوَكْرِهَا قبلَ أَن تَلحقَها السَّحابُ.
ومثلهُ لجُندبٍ:
أَتَتك كأَنّها عِقْبانُ دَجْنٍ ... تَجَاوَبُ في حَنَاجِرِها اليَرَاعُ
وقال مُعَقِّرُ بن حِمَارٍ البارِقِيُّ:
ويمنَعُنا منْ كلّ ثَغْرٍ نَخافُه ... أَقَبُّ كسِرْحَانِ الأَبَاءةِ ضَامِرُ
وكُلّ سَبُوحٍ في العِنَانِ كَأَنَّهَا ... إِذَا اغْتَسَلتْ بالماءِ فَتْخَاءُ كاسِرُ
وقال طُفَيل الغَنَويّ:
إِنّي وإِنْ قَلَّ ما لي لا يُفارِقُني ... مِثْلُ النَّعَامَةِ في أَوْصَالِهَا طُولُ
تَقْرِيبُهَا المَرَطَي والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ ... كأَنّهَا سُبَدٌ بالمَاءِ مَغْسُولُ
أَو ساهِمُ الوَجْهِ لم تُقطَعْ أَبَاجِلُه ... يُصَانُ وهْوَ لِيَوْمِ الرَّوْعِ مَبْذولُ
وقال أَبو دُوَاد الإِياديّ:
1 / 52