87

انوار نبی

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرها

والعملي: على نحوين:

قرب بأداء الواجبات: وهو القرب الفرضي كما قال (صلى الله عليه وسلم) عن ربه تعالى: «ما تقرب المقربون بأحب إلي من أداء ما فرضته عليهم».

وقرب نفلى: كما قال (صلى الله عليه وسلم) عن ربه تعالى: «لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت له سمعا وبصرا». ومداد العمل المقرب:

إما من الباطن إلى الظاهر، فأعمه وأتمه الإيمان.

وإما من الظاهر إلى الباطن، فأعمه وأتمه الإسلام.

وإما من القلب الجامع بين الظاهر والباطن، فأعلمه وأتمه الإحسان.

فمقتضى القرب النفلى: تجلى الحق للعبد متلبسا القابلية المحدودة.

ومقتضى القرب الفرضي: تجلي الحق له، وظهور العبد بحسب الحق، غير محدود، ولا متناه.

فالتمييز بين قوسي الحقانية والعبدانية في القرب المفرط إن كان خفيا يعبر ب «قاب قوسين».

وإن كان أخفى يعبر عنه ب «أو أدنى».

ومن هنا قال (قدس سره): وقد يطلق على حقيقة: «قاب قوسين»، فالتجلي بحكم هذا القرب، إن كان في مادة وصورة، تتبعها القرب في النسبة المكانية، في مجلس الشهود، وإن كان في مجلس الشهود، وإن كان في غير مادة، كان قرب المنزلة والمكانة، كقرب الوزير من الملك .. فافهم.

وقال الشيخ محمد بن عمر القادري: اعلم أن قاب قوسين مقام القرب الأسمائي باعتبار التقابل بين الأسماء في الأمر الإلهي المسمى دائرة الوجود كالإبداء والإعادة والنزول، والفاعلية، والقابلية، وهو الاتحاد بالحق مع بقاء التمييز والاثنينية، المعبر عنه بالاتصال، ولا أعلى من هذا المقام إلا مقام أو أدنى لارتفاع الاثنينية، الاعتبار به والتمييز

صفحه ۱۵۴