من الشروط، وإذا كان الله يفعل هذا بحبيبه فما يفعل بغيره، يفعل ذلك من قبل الموعظة.
والجميع من ذكر يضحك منهم العلم، وتبكي عليهم المعرفة (1)، ويهملهم التمكين (2)، ويحملهم التحقيق (3).
فاعلم أنت وأهل الدرجات أن نور السموات والأرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مظهره ومشكاة مصباحه ووحيه زيتونة زيتها، ثم هو نفسه نور الله، وكذا وحيه ومعجزاته وآياته، ومجموعة ما قال في ذلك وبعد نور النبوة واتصافه بها.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): «اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في جسمي ونورا في شعري (4)»، وتتبع جوارحه كلها كذلك.
ثم قال (صلى الله عليه وسلم): «واجعلني نورا».
ثم كان (صلى الله عليه وسلم) يذكر الله في كل زمان فرد، والقرآن من أسمائه النور، وكان يتلوه وعليه أنزل بالملك تارة، وتارة من حيث روعه الداخل، ثم طلب الرفيق الأعلى عند موته، ومحل الأنوار وروحه هناك يتنعم، فهذه أنوار معها أنوار، وأنوار بعد أنوار وقبل أنوار، ثم أنوار لا نهاية لها، ثم نور الله الذي لا يحد ولا يكيف، لا يفوته في روحه وعقله وحسه وخياله وجميع مواده الباطنة والظاهرة، ثم أنوار آيات تلحق بذاته ينبغي أن يقال لا نهاية لأنواره.
ثم إذا نظر إلى مضافها وإلى مشارها بالجملة وإلى جملة ما هو عليه لا ينبغي للعاقل إلا أن يقول: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء [المائدة: 54].
صفحه ۷۱