انوار نبی
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرها
فهو محمد ولا فخر (1)»، كذلك نقش (صلى الله عليه وسلم) على خاتمه صورته أمرا فكان عليه: (محمد رسول الله)، وبما أن الخاتم حافظ لما هو عليه لم يظهر الاختلاف في أمر الخلافة حتى سقط خاتمه (صلى الله عليه وسلم) من يد عثمان رضي الله عنه في بئر أريس (2)، ولذلك ذكره (صلى الله عليه وسلم) حفيظة، ووجود آليته حفيظة كما قال تعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم [الأنفال: 33].
كذلك ذكره (صلى الله عليه وسلم) أمان من كل مخافة كما قال (صلى الله عليه وسلم): «أنا الذي من أجلي نجى الله نوحا ومن معه لما كتب حول السفينة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فنطقت السفينة فقالت:
ألا وكل من دخل في فهو في ضمان الله حتى يخرج، ولا فخر (3)»، كل ذلك لهيبة ظهور خاتم الملك على ما ظهر عليه بما هو خالص له لا لسواه، ومسلم ممن سواه له، مسلم ذاته لمن هو له كما قيل له: فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن [آل عمران: 20].
فهو من الله بمنزلة الخاتم الذي لا حراك له ولا سكون إلا بيد من الخاتم له، فلذلك انتهى إسلامه إلى أولية الإسلام حتى لقنه الله أن يقول: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين [الأنعام:
162، 163]، ولذلك ما ظهر منه فهو منسوب إلى الله دونه، كما قيل له: ولكن الله رمى [الأنفال: 17].
وقال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء: 80].
وقال تعالى: ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم [آل عمران: 101] فأجرى تعالى عليه اسمه العظيم في غير موضع من كتابه، وذلك بما هو خاتم، والخاتم متصل الأول بالآخر فيما هو كذلك كان وجوده له بما هو وجوده لربه في: «كان الله ولا شيء
صفحه ۲۵۶