146

انوار نبی

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرها

النور العشرون وهو نور الجاه:

فهو كشف له أنه واحد الله في التخصيص، والشفاعة تدل على ذلك وأشباهها.

* قلت: فهو (صلى الله عليه وسلم) الشفيع، وشفيع المذنبين، صاحب الشفاعة الكبرى.

وصاحب الشيء مستحقه المختص به دون من سواه، ولما كان (صلى الله عليه وسلم) المختص بدعوة الشفاعة كما قال (صلى الله عليه وسلم): «لكل نبي دعوة، فمنهم من يجعلها في دنياه، ومنهم من جعلها دعاء على قومه، وإني اختبأت دعوتي؛ شفاعة لأمتي يوم القيامة (1)».

فهو (صلى الله عليه وسلم) المخصوص بمطلق الشفاعة من حيث جرت وعلى أي شفيع أجريت، ثم هو (صلى الله عليه وسلم) ظاهر الاختصاص بأجلها وأعلاها وأكبرها، فكبر الشفاعة التي يظهر للخاص والعام اختصاصه بها من حيث الكبر ما ظهرت للعيان أتته، واشترك جميع الناظرين في رؤيته، وله الكبرياء في السماوات والأرض، فمن حيث ظهر موجود السماء والأرض كان له فيه تعالى الكبرياء، ومن حيث بطن موجود الملكوت كان فيه العلو، فأظهر شفاعاته للخلائق شفاعته يوم الجمع في استفتاح الحكم وإنقاذ الخلائق من أسرار الوقوف وخطر الانتظار؛ ليفصل سبيل الخلق إلى سبيل المعاد بإنقاذ الجزاء وبما يتبع كبراها الظاهرة من شفاعات الشفعاء دونها يتضح وجه الكبر في الشفاعة الجامعة.

ورد أن موطنا من مواطن يوم الجمع يظهر الحق تعالى لمحة من سطوته فيراع لها قلوب الأولين والآخرين إلا من شاء الله، فيقول آدم (عليه السلام): «لا أسألك اليوم شيث ابني، لا أسألك إلا نفسي (2)».

ويقول نوح (عليه السلام): «لا أسألك اليوم سام ابني، لا أسألك إلا نفسي (3)».

صفحه ۲۱۳