غريب على الخليج
مرحى غيلان
أغنية في شهر آب
غارسيا لوركا
تعتيم
المخبر
عرس في القرية
مرثية الآلهة
من رؤيا فوكاي
قافلة الضياع
صفحه نامشخص
يوم الطغاة الأخير
إلى جميلة بوحيرد
رسالة من مقبرة
في المغرب العربي
مرثية جيكور
تموز جيكور
جيكور والمدينة
العودة لجيكور
رؤيا في عام 1956
قارئ الدم
صفحه نامشخص
ثعلب الموت
المبغى
النهر والموت
المسيح بعد الصلب
مدينة السندباد
أنشودة المطر
سربروس في بابل
مدينة بلا مطر
بور سعيد
المومس العمياء
صفحه نامشخص
حفار القبور
الأسلحة والأطفال
غريب على الخليج
مرحى غيلان
أغنية في شهر آب
غارسيا لوركا
تعتيم
المخبر
عرس في القرية
مرثية الآلهة
صفحه نامشخص
من رؤيا فوكاي
قافلة الضياع
يوم الطغاة الأخير
إلى جميلة بوحيرد
رسالة من مقبرة
في المغرب العربي
مرثية جيكور
تموز جيكور
جيكور والمدينة
العودة لجيكور
صفحه نامشخص
رؤيا في عام 1956
قارئ الدم
ثعلب الموت
المبغى
النهر والموت
المسيح بعد الصلب
مدينة السندباد
أنشودة المطر
سربروس في بابل
مدينة بلا مطر
صفحه نامشخص
بور سعيد
المومس العمياء
حفار القبور
الأسلحة والأطفال
أنشودة المطر
أنشودة المطر
تأليف
بدر شاكر السياب
غريب على الخليج
الريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل
صفحه نامشخص
وعلى القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
من كل حاف نصف عاري
وعلى الرمال، على الخليج
جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى عراق
كالمد يصعد، كالسحابة، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي عراق
صفحه نامشخص
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
صفحه نامشخص
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يئوب
من الدروب
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن «حزام»
1
وكيف شق القبر عنه أمام «عفراء» الجميله
فاحتازها ... إلا جديله
زهراء، أنت أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
صفحه نامشخص
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء؛ لأنها أيدي رجال
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
حشد من الحيوات والأزمان، كنا عنفوانه
كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء؟
حلم ودورة أسطوانه؟
صفحه نامشخص
إن كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما، مصباح روحي أنتما - وأتى المساء
والليل أطبق، فلتشعا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلي ما كمل اللقاء!
الملتقى بك والعراق على يدي هو اللقاء!
شوق يخض دمي إليه، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه ... كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
صفحه نامشخص
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
حتى الظلام هناك أجمل، فهو يحتضن العراق
وا حسرتاه، متى أنام
فأحس أن على الوساده
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبه
غنيت تربتك الحبيبه
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه
صفحه نامشخص
فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمى من عثار
فتذر في عيني، منك ومن مناسمها، غبار
ما زلت أضرب، مترب القدمين أشعث، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه
متخافق الأطمار، أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى: ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه
بين احتقار، وانتهار، وازورار أو «خطيه»
2
والموت أهون من «خطيه»
صفحه نامشخص
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء ... معدنيه!
فلتنطفي، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا نقود
يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع، متى أعود
إلى العراق؟ متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة ... يا نقود! •••
ليت السفائن لا تقاضي راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار!
ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن وأستزيد
صفحه نامشخص
ما زلت أنقص، يا نقود، بكن من مدد اغترابي
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يا نقود
متى أعود؟ متى أعود؟
أتراه يأزف، قبل موتي، ذلك اليوم السعيد؟
سأفيق في ذاك الصباح، وفي السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب
وأزيح بالثؤباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير، يشف عما لا يبين وما يبين
عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين
صفحه نامشخص
ويضيء لي، وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي
ما كنت أبحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟
اليوم - واندفق السرور علي يفجؤني - أعود! •••
وا حسرتاه ... فلن أعود إلى العراق!
وهل يعود
من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام على الطعام؟
لتبكين على العراق
صفحه نامشخص
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك، دون جدوى، للرياح وللقلوع!
الكويت 1953
مرحى غيلان
«بابا ... بابا» •••
ينساب صوتك في الظلام، إلي، كالمطر الغضير
ينساب من خلل النعاس وأنت ترقد في السرير
من أي رؤيا جاء؟ أي سماوة؟ أي انطلاق؟
وأظل أسبح في رشاش منه، أسبح في عبير
فكأن أودية العراق
صفحه نامشخص
فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي كل واد
وهبته عشتار الأزاهر والثمار كأن روحي
في تربة الظلماء حبة حنطة وصداك ماء
أعلنت بعثي يا سماء
هذا خلودي في الحياة تكن معناه الدماء ••• «بابا» كأن يد المسيح
فيها، كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح ••• «بابا ... بابا»
أنا في قرار بويب
1
أرقد، في فراش من رماله
صفحه نامشخص
من طينه المعطور والدم من عروقي في زلاله
ينثال كي يهب الحياة لكل أعراق النخيل
أنا بعل أخطر في الجليل
على المياه، أنث في الورقات روحي والثمار
والماء يهمس بالخرير، يصل حولي بالمحار
وأنا بويب أذوب في فرحي وأرقد في قراري ••• «بابا ... بابا»
يا سلم الأنغام، أية رغبة هي في قرارك؟ «سيزيف» يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك
يا سلم الدم والزمان من المياه إلى السماء
غيلان يصعد فيه نحوي، من تراب أبي وجدي
ويداه تلتمسان - ثم - يدي وتحتضنان خدي
صفحه نامشخص