من كتاب التوبة
٩٣ - إغفاله تفسيرًا قويًا لحديث «ليس أحد أحبّ إليه العُذر من الله»:
قال النووي ﵀ تعليقًا على حديث: «ليس أحد أحبّ إليه العُذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل» (^١)، قال النووي: «قال القاضي (^٢): يحتمل أن المراد الاعتذار، أي اعتذار العباد إليه من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم فيغفر لهم، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ [الشورى: ٢٥]» (^٣).
«قال الباحث»: هذا معنى حسن، والأقرب لظاهر النصَ أن يكون المراد: أن الله لا يؤاخذ عبيده بما ارتكبوه حتى يعذر إليهم المرة بعد الأخرى، فلا يسرع بإيقاع العقوبة عليهم من غير إعذار منه، هذا التفسير أقرب لظاهر النصّ كما قلت، ويؤيده قوله في آخر الحديث: من أجل ذلك أنزل الكتاب
(^١) «صحيح مسلم»، من حديث عبدالله بن مسعود ﵄، كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى (٤/ ٢١١٤)، (حديث: ٢٧٦٠).
(^٢) يعني عياضًا. انظر: «إكمال المعلم» (٨/ ٢٦٤).
(^٣) «شرح النووي على صحيح مسلم» (١٧/ ٧٨).