202

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پژوهشگر

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

ناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

شماره نسخه

الأولى،١٤١٣ هـ

سال انتشار

١٩٩١ م

محل انتشار

الرياض

فإن قيل: كيف صح أمر السماء والأرض بقوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) وهما لا يعقلان، والأمر والنهى إنما يكون لمن يعقل، ويفهم الخطاب؟
قلنا: الخطاب لهما في الصورة، والمراد به الخطاب للملآئكة الموكلة بتدبيرهما، الثانى: أن هذا أمر إيجاد لا أمر ايجاب، وفى أمر الإيجاد لا يشترط العقل والفهم، لأن الأشياء كلها بالنسبة إلى أمر الإيجاد مطيعة منقادة لله تعالى، ومنه قوله تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وقوله تعالى: (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) كل ذلك أمر إيجاد.
* * *
فإن قيل: كيف قال الله تعالى هنا: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ)
بالفاء، وقال في قصة زكريا: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (٣) قَالَ رَبِّ) بغير فاء؟
قلنا: أراد بالنداء هنا إرادة النداء، فجاء بالفاء الدالة على السببية، فإن إرادة النداء سبب للنداء، فكأنه قال: وأراد نوح نداء ربه فقال: كيت وكيت، وأراد به في قصة زكريا حقيقة النداء، فلهذا جاء بغير فاء لعدم ما يقتضى السببية.

1 / 201