انموذج جلیل

Zayn al-Din al-Razi d. 666 AH
154

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پژوهشگر

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

ناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

شماره نسخه

الأولى،١٤١٣ هـ

سال انتشار

١٩٩١ م

محل انتشار

الرياض

سورة الأنفال * * * فإن قيل: قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) إلى آخر الآيتين يدل على أن من لم يتصف بجميع تلك الصفات لا يكون مؤمنًا، لأن كلمة إنما للحصر؟ قلنا: فيه إضمار تقديره: إنما المؤمنون إيمانًا كاملا، أو إنما الكاملون الإيمان، كما يقال الرجل من يصبر على الشدائد يعنى الرجل الكامل، ونظيره قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ... الآية) وقوله تعالى: (وأن المساجد لله) . * * * فإن قيل: قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) ينفي إرادة ما ذكرتم؟ قلنا: معناه أولئك هم المؤمنون إيمانًا كاملا حقا، وقيل: إن حقًا متعلق بما بعده لا بما قبله، والمؤمنون تمام الكلام. * * * فإن قيل: كيف يقال أن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان، وقد قال الله تعالى: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)؟ قلنا: المراد بالإيمان أثار الإيمان من الطمأنينة واليقين والخشية ونحو ذلك، لأن تظاهر الأدلة على المدلول مما يزيده رسوخا في العقائد وثبوتا، فإما حقيقة الإيمان فهو التصديق والإقرار بوحدانية الله تعالى كما أن الالهية والوحدانية لا تقبل الزيادة والنقصان فكذا

1 / 153