...وقد قيل إنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة. ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام، وأظهر المذهب الرديء - يعني تشيع العبيدية - وأبطل التراويح والضحى، وأمر بالقنوت في الظهر، وقتل النابلسي.
قال الذهبي: لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيدية الدين ظهرا لبطن، واستولوا على المغرب، ثم على مصر والشام، وسبوا الصحابة (16/148-149).
الشيعة الإسماعيلية:
...كان سنان بن سلمان الباطني كبير الإسماعيلية وطاغوتهم، وكان رجلا عظيما خفي الكيد ، بعيد الهمة ، عظيم المخاريق ، ذا قدرة على الإغواء وخديعة القلوب ، وكتمان السر ، واستخدام الطغام والغفلة في أغراضه الفاسدة .
...وكان متنسكا ، متخشعا ، واعظا . وكان يجلس على صخرة كأنه صخرة لا يتحرك إلا لسانه ، فربطهم ، وغلوا فيه ، واعتقدوا فيه الإلهية ، فتبا له ولجهلهم ، وطالت أيامه.
...أوصى أتباعه يوما فقال : عليكم بالصفاء بعضكم لبعض ، لا يمنعن أحدكم أخاه شيئا له ، فأخذ هذا بنت هذا ، وهذا أخت هذا سفاحا، وسموا نفوسهم بالصفاة. وأحل لهم وطء أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم، وأسقط عنهم صوم رمضان (21/182-186).
انتشار الرفض في مصر والشام:
قال الذهبي في ترجمة أبي الحسن ابن السمسار الدمشقي بعد أن ذكر قول الكتاني وأبي الوليد الباجي في تشيعه:
...مات ابن السمسار في صفر سنة 433ه، وقد كمل التسعين، وتفرد بالرواية عن ابن أبي العقب وطائفة، ولعل تشيعه كان تقية لا سجية، فإنه من بيت الحديث، ولكن غلت الشام في زمانه بالرفض، بل ومصر والمغرب بالدولة العبيدية، بل والعراق وبعض العجم بالدولة البويهية، واشتد البلاء دهرا، وشمخت الغلاة بأنفها، وتواخى الرفض والاعتزال حينئذ، والناس على دين الملك، نسأل الله السلامة في الدين (17/507).
* وفي ترجمة الإمام أبي بكر المنيني الأسود (ت426ه):
صفحه ۴۲