قال أبو عمر ابن عبد البر: قال عمر لعلي: زوجنيها أبا حسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد، قال: فأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكها - يعتل بصغرها - قال: فبعثها إليه ببرد وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت: أتفعل هذا؟ لو لا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم مضت إلى أبيها، فأخبرته وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء! قال: يا بنية إنه زوجك(1) (3/500-501).
العشرة المبشرون بالجنة :
قال الذهبي بعد أن انتهى من إيراد تراجم العشرة رضي الله عنهم:
..."فهذا ما تيسر من سيرة العشرة ، وهم أفضل قريش ، وأفضل السابقين المهاجرين ، وأفضل البدريين ، وأفضل أصحاب الشجرة ، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة".
..."فأبعد الله الرافضة ما أغواهم وأشد هواهم ، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم وبخسوا التسعة حقهم ، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة . فوالله ما جرى من ذلك شيء ، وأنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم وخالفوا نبيهم ، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم لا لرغبة في أمواله ولا لرهبة من عشيرته ورجاله".
..."ويحك! أيفعل هذا من له مسكة عقل؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة ، ولو جاز وقوعه من جماعة لاستحال وقوعه والحالة هذه من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار وفرسان الأمة وأبطال الإسلام، لكن لا حيلة في برء الرفض فإنه داء مزمن. والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، فلا قوة إلا بالله" (1/140-141).
- - -
خلافة الصديق في نص القرآن:
صفحه ۳۱