...المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصورها من جنس صفات البشر، وتشكلها في الذهن، فهذا جهل وضلال، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فإذا كان الموصوف عز وجل لم نره، ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله: (ليس كمثله شيء) [الشورى:11] فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية الباري، تعالى الله عن ذلك، فكيف صفاته المقدسة، نقر بها ونعتقد أنها حق، ولا نمثلها أصلا ولا نتشكلها.
...(13/300-301) وراجع أيضا: (10/610-611).
- - -
قول إسحاق بن راهويه (160ه - 238ه):
قال حرب الكرماني : قلت لإسحاق : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) [المجادلة : 7] كيف تقول فيه ؟ قال : حيثما كنت فهو أقرب إليك من حبل الوريد ، وهو بائن من خلقه ، وأبين شيء في ذلك قوله: (الرحمن على العرش استوى) [طه :5].
وقال إسحاق بن راهويه : إجماع أهل العلم أنه تعالى على العرش استوى ، ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة .
وورد عن إسحاق أن بعض المتكلمين قال له : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء . فقال : آمنت برب يفعل ما يشاء . (11/370)
قال الذهبي : هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول قد صحت بها النصوص ، ونقلها الخلف عن السلف ، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل ، بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقهم (اجتماعهم) على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين ، وأن الله ليس كمثله شيء ، ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها ، فإن في ذلك محاولة للرد على الله ورسوله، أو حوما على التكييف أو التعطيل (11/376).
قول أبي سعيد الدارمي (ت280ه):
قال الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي: اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته.
صفحه ۱۵