118

قال الذهبي: هذه من مسائل الفضول، والسكوت أولى، والذي صح عن السلف وعلماء الأثر أن الإيمان قول وعمل، وبلا ريب أن أعمالنا مخلوقة، لقول الله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) [الصافات:96]. فصح أن بعض الإيمان مخلوق، وقولنا لا إله إلا الله فمن إيماننا، فتلفظنا بها أيضا من أعمالنا. وأما ماهية الكلمة الملفوظة فهي غير مخلوقة، لأنها من القرآن . أعاذنا الله من الفتن والهوى (12/630).

* وأنكر العلماء على شيخ الصوفية الواعظ أبي القاسم إبراهيم ابن محمد النصراباذي النيسابوري الزاهد قوله: "الروح غير مخلوقة". وقد ضرب من أجل ذلك وأهين وحبس غير مرة، فقيل له: إنك تقول: "الروح غير مخلوقة"، فقال: لا أقول ذا، ولا أقول إنها مخلوقة، بل أقول: إنها من أمر ربي، فجهدوا به، فقال: ما أقول إلا ما قال الله.

قال الذهبي: هذه هفوة، بل لا ريب في خلقها، ولم يكن سؤال اليهود لنبينا ^ عن خلقها ولا قدمها، إنما سألوا عن ماهيتها وكيفيتها، قال الله تعالى: ?الله خالق كل شيء? [الزمر:62] فهو مبدع الأشياء وموجد كل فصيح وأعجم، ذاته وحياته وروحه وجسده، وهو الذي خلق الموت والحياة والنفوس سبحانه (16/264).

* كما أنكروا على شيخ الصوفية الزاهد أبي طالب المكي صاحب "قوت القلوب" قوله: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه العلماء وهجروه من أجل غلطته هذه (16/537).

* وقال خالد بن خداش : شهدت حماد بن زيد في آخر يوم مات فيه فقال: أحدثكم بحديث لم أحدث به قط ، إني أكره أن ألقى الله ولم أحدث به ، سمعت أيوب يحدث عن عكرمة قال : إنما أنزل الله متشابه القرآن ليضل به.

قال الذهبي : هذه عبارة رديئة، بل إنما أنزله الله تعالى ليهدي به المؤمنين، وما يضل به إلا الفاسقين، كما أخبرنا عز وجل في سورة البقرة (5/33).

- - -

من أخبار الخلفاء والولاة والحكام

عمر وتقسيم الفيء:

صفحه ۱۱۸