تولى الحافظ الذهبي منذ سنة 703ه الخطابة بمسجد كفر بطنا، وهي قرية بغوطة دمشق، وظل مقيما بها إلى سنة 718ه. وفي هذه السنة ولي مشيخة دار الحديث بتربة أم الصالح، وكانت من كبريات دور الحديث بدمشق آنذاك، وقد اتخذ من هذه المدرسة سكنا له إلى أن توفاه الله.
وتولى كذلك مشيخة الحديث بكبريات دور الحديث الدمشقية كدار الحديث العدوية، ، ودار الحديث الفاضلية، ودار الحديث الظاهرية، ودار الحديث التنكزية، ودار الحديث النفيسية التي تولى التدريس والإمامة بها بعد وفاة رفيقه علم الدين البرزالي عام 739ه.
المطلب الخامس: آثاره العلمية .
خلف الإمام الذهبي كما هائلا من الآثار العلمية، حتى قال الحافظ ابن حجر إنه أكثر أهل عصره تصنيفا(1).
وقال عن مؤلفاته:"ورغب الناس في تواليفه، ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءة ونسخا وسماعا"(2).
وقال الحسيني:"وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان"(3).
وقد عدد مصنفاته الدكتور بشار عواد، ورتبها على حسب العلوم، فبلغت (215) مائتين وخمسة عشر مصنفا منها المختصرات والمنتقيات ومعجمات الشيوخ والمشيخات والأجزاء.(4)
المطلب السادس: عقيدته ومنهجه .
عرف الحافظ شمس الدين الذهبي بتعظيمه للأثر، واتباعه للسلف الصالح، وتقديمه للسنن على آراء الرجال. وقد اشتهر عنه قوله:
العلم قال الله قال رسوله * إن صح والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة * بين الرسول وبين رأي فقيه
فكان رحمه الله تعالى شديد التمسك بالسنة، كثير التحسر على انتشار البدع. وقد قال في ترجمة الحكيم الترمذي:
صفحه ۱۱