يتلخص مذهب أبي شادي الشعري في تجديد اللفظ والأسلوب والقافية والمعنى، فهو كثيرا ما يترفع عن الألفاظ والأساليب التقليدية حتى يظن المتزمتون أنه يتهاون في ألفاظه وأساليبه، وهو يحل نفسه من قيود القافية في كثير من شعره، حتى ليخيل إليهم أن ذلك ضعف وعدم قدرة على مسايرة القافية الواحدة. وهو يتعمق في كل معنى يلمسه، ويجيل طرفه في كل ما يحيط به كبر أو صغر، فيخرج منه معنى شعريا جديدا، فيحسب الجامدون أنه لا يتخير موضوعات شعره، فإذا سمعوه ينظم في «ذباب الصيف» صاحوا به: أوحتى الذباب يستأهل منه العناية والالتفات؟ يا للعجب! وما يبقى للشاعر أيها الفقيه إذا لم يسجل كل ما تنفعل له نفسه هان أم عظم؟ ولكن الشاعر لا يجشمنا مشقة الرد عليهم في ذلك ، فيدحض هو هذه الفرية في قصيدة «التجدد»:
لاموا شبوب عواطفي وتخيلي
وتدفقي بالشعر ملء شعوري
وأنا الخجول أمام ما أنا ناظر
من كل موح بالغ التأثير
فيهزني هزا، ولكني الذي
مهما أجدت أحس بالتقصير
وأكاد أوقن أن من هو لائمي
إما ضرر أو شبيه ضرير
إنا بكون كله شعر بلا
صفحه نامشخص