وبالرغم من كثرة أخطاء فرجيل التي وعت إليها العصور القديمة؛ فقد كان أكثر الشعراء الذين تقرأ لهم الأجيال والشعوب، وأكثر الشعراء المرموقين بالإعجاب والتقدير والاستحسان، وأكثر شعراء أمته شهرة وصيتا، فليس هناك كاتب آخر استطاع أن يترك أثرا كالذي تركه فرجيل في تهذيب الأدب واللغة الرومانية، ويسري هذا أيضا على النثر والشعر، فكما كان الحال مع أشعار هوميروس بين الإغريق، كذلك كانت أعمال فرجيل، ولا سيما الأينيذة، تستخدم في العصور المتأخرة لتدرس على أنها مصدر أساسي لتعليم النحو، ولقد حاكاها المؤلفون وخاصة بعض شعراء الحماس وفريق من التربيبيين.
الباب الثالث
أناشيد الرعاة
الأنشودة الأولى
تيتيروس
ميليبويوس :
أي تيتيروس، إنك تستلقي في ظل الشاطئ المترامي الأطراف، وتعزف لحن أغنية الأحراش بمزمار دقيق، بينما نحن نرحل عن حدود بلادنا ومروجها العزيزة، إننا منفيون عن بلادنا، أما أنت فتجلس في خمول بين الظلال تعلم الأحراش كيف تردد صدى الكلمتين «أماريلس الجميلة».
تيتيروس :
اعلم يا ميليبويوس أن أحد الآلهة قد منحني هذه الراحة؛ ولذلك سيكون عندي دائما بمثابة الإله، وسأريق على مذبحه أبدا دم حمل صغير من حملان حظائرنا. لقد أباح لثيراني أن ترعى كما ترى، وأباح لي أن أعزف ما يطيب لي بمزماري الخشن.
ميليبويوس :
صفحه نامشخص