سرودهای چوپانان

امین سلامه d. 1418 AH
196

سرودهای چوپانان

أناشيد الرعاة

ژانرها

جالوس

هذا هو عملي الأخير يا أريثوسا،

179

فامنحيني إياه! يجب علي أن أنشد بعض الأغاني لجالوس من النوع الذي تستطيع ليكوريس نفسها أن تقرأه! من ذا الذي يضن على جالوس بأغنيته؟ فلتبدأ إذا كانت دوريس المالحة لا تخلط مجراها معك عندما تنزلق تحت الأمواج الصقلية. فلترنم بغراميات جالوس القلقة بينما ترعى العنزات ذات الأنوف العريضة، الأعشاب الطرية. لسنا نغني لآذان صماء، فالغابات تردد صدى كل نغمة.

أي الأحراش وأي السبل كنتن تسكن أيتها النياد العذارى عندما كان جالوس يذوي بحب حقير؟ لم تمنعكن قمم بارناسوس أو بندوس، أو حتى أجانيبي الأونية. لقد بكته أشجار الغار وكذا أشجار الأثل. وقد بكى من أجله مينالوس المتوج بأغصان الصنوبر وهو مستلق تحت صخرة منعزلة، وكذلك صخور ليكيوس الجليدية، إن الأغنام أيضا تحيط بالمكان ولا تخجل منا، كما لا تخجل من القطيع، أيها الشاعر المقدس؛ فقد كان أدونيس الجميل يرعى الأغنام بجانب الأنهار.

لو أتى الراعي وكذلك قطعان الخنازير ببطء، وجاء مينالكاس يرشح ماء من ثمار البلوط الشتوية، فيسأله الجميع: «من أين جاء حبك هذا؟»

لقد جاء أبولو، فقال: «أي جنون هذا يا جالوس؟ إن معشوقتك ليكوريس تسعى وراء آخر بين الثلوج والمعسكرات الموحشة.» ها قد جاء سلفانوس يتوج جبينه المجيد الريفي، وهو يلوح بأزهار الشمار وأزهار الزنبق الطويلة. لقد أتى بان رب «أركاديا» ورأيناه بعيون رءوسنا محمرا بالزنجفر والتوت الأحمر وكان يصيح قائلا: «ألن تكون هناك نهاية؟ إن الحب لا يهتم بشيء من هذا، فلا يكتفي الحب القاسي بالدموع، ولا الحشيش بالجداول، ولا النحل بالبرسيم، ولا العنزات بأوراق الأشجار.»

بيد أن جالوس أجاب في حسرة وأسى: «ومع ذلك فإنكم معشر الأركاديين ستنشدون هذه الأسطورة لجبالكم، إن الأركاديين وحدهم هم الذين يعرفون كيف ينشدون آه على الراحة التي تحظى بها عظامي، لو كانت مزاميركم يوما ما تروي أقاصيص حبي! ليتني كنت أحدكم، أرعى أحد قطعانكم، أو أشذب عراجين العنب الناضجة! حقا، لو أن محبوبتي هي فيلس أو أميناس، أو أي فرد آخر - وما يضير لو كانت أمينتاس سوداء؟ فالنرجس نفسه كذلك أسود، وكذا العيسران - لرقدت محبوبتي بجانبي وسط الصفصاف تحت الكرمة الزاحفة، تنتقي لي فيلس الأكاليل» وتنشد أمينتاس الأغاني. هنا توجد ينابيع باردة يا ليكوريس، هنا مروج منبسطة، هنا أحراش، هنا بصحبتك لا يغنيني سوى الزمن، ولكن حبا جنونيا لمارس الظلف يجعلني الآن تحت السلاح وسط الآلات الحربية والأعداء الألداء، في حين أنك وأنت بعيدة عن وطنك - ليتني ما كنت أصدق مثل هذه الرواية - تتطلعين أيتها القاسية إلى ثلوج الألب وصقيع الرين، نائية عني، بمفردك. ألا ليت الثلوج لا تضرك، ألا ليت الجليد الخشن لا يؤذي قدميك الرقيقتين!

سأرحل، ولسوف أعزف الأغاني التي وضعتها في نظم خالكيدي، على مزمار راع صقلي. إني أعلم يقينا أنه في الأحراش وسط أوكار الحيوانات المفترسة، يستحسن أن أعاني حبي وأبوح به على الأشجار الصغيرة، فسوف تنمو هذه الشجيرات وكذلك أنت يا حبيبتي، وفي الوقت عينه سأجوس مع الحوريات خلال مينالوس أو أصيد الخنازير البرية. ولن يقعدني صقيع عن محاصرة ممرات بارثينيوس بكلابي. فلغاية الآن يخيل إلي أني أمر فوق الصخور والمغارات المدوية، وإنه ليسرني أن أصوب سهاما كيدونية من قوسي البارثية كأنما هذا العمل يشفي غليلي، أو كأنما ذلك الرب يستطيع أن يتعلم الرأفة بأحزان البشر!

الآن إن هامادريادس لا تسرني ولا حتى الأغنيات، وداعا مرة ثانية. حتى أنت أيتها الأحراش ! فليس لعمل من أعمالنا أن تغير ذلك الإله، حتى ولو شربنا الهبروس في قلب الشتاء، وتحملنا الثلوج التراقية وأمطارها الشتوية، حتى ولو سقنا الخراف الإثيوبية هنا وهناك تحت النجم كانكر، عندما يموت اللحاء ويذبل فوق شجرة الدردار العالية! إن الحب يقهر كل شيء، فلنرضخ نحن أيضا للحب!»

صفحه نامشخص