112
الطاهرة؛ إذ بمجيئه سينمحي العصر الحديدي ويشرق العصر الذهبي على ربوع العالم بأسره. إنه أبولو الذي يحكم الآن، وفي إبان قنصليتك، حتى هذه، يا بوليو، سيبدأ مجد هذا العصر ، وستبدأ الشهور العظيمة دورانها، وستتلاشى بقيادتك جميع معالم جريمتنا، وسيتخلص العالم من خوفه السرمدي.
ستكون له حياة الآلهة، وسيرى أبطالا مختلطين بالآلهة وسيرونه شخصيا بأعينهم، وسيتولى حكم عالم عاد إلى السلام بخصال أبيه الحميدة.
ستخرج لك الأرض يا ولدي باكورة غلتها دون عناء، ستخرج اللبلاب الشارد، وزهر الكشاتبين والبسلة المصرية مختلطة بالكنكر الباسم.
ستعود العنزات من تلقاء نفسها إلى البيت وأضرعها مملوءة باللبن، ولن تخشى الماشية الأسود الكبيرة، وسينتج لك المهد ذاته أزهارا ملاطفة، وسيفنى الثعبان وكذا العشب السام المخادع، وسينمو البلسم الأشوري في كل مكان.
بيد أنه حالما تستطيع أن تقرأ أعمال الأبطال الذائعي الصيت. وأفعال أبيك، وتقدر أن تدرك ماهية الفضيلة، سيبدو الوادي رويدا رويدا، أصفر بلون سنابل القمح المتموجة، وستدلى عناقيد العنب الحمراء من العوسج البري وستنتج أشجار البلوط الصلبة شهدا نديا.
غير أن بعض آثار جريمتنا القديمة ستظل قائمة، فتسوق الناس إلى عبور ثيتيس
113
على ظهر السفن، وإلى إحاطة المدن بالأسوار،
114
صفحه نامشخص