163

وقالت منى في هدوء: المهم يا خالتي أن المسألة انتهت بخير والحمد لله، وأنا آسفة لهذا التعب والسفر في القطار الصعيدي.

وابتسمت ناظرة نحوي.

فقالت أمي: وحمادة الأصفر الخبيث؟ حرام والله يا بنتي.

فقلت في دفعة: ليس المهم أن يأخذ حمادة الأصفر أو لا يأخذ، المهم أنني لا أعرف كيف تمكن من المطالبة، بأي وجه ذهب ليطالب؟ عندما سافرت من هنا في المرة الماضية كانت المشكلة كلها قد انتهت.

فقالت منى: علمت ذلك من خالتي، وتأسفت لأني لم أعرف في وقتها حتى أشكرك يا سيد، وهذا هو السبب في أني طلبت من خالتي أن تعرفني بحضورك.

فقلت في شيء من الخجل: لم أفعل شيئا يستحق الشكر يا منى؛ ولهذا تعمدت أن أسافر بغير أن أذهب إليك، لم أعرف أن هذه غلطة إلا عندما حضرت إلى هنا. بالأمس فقط عرفت غلطتي وآسف جدا؛ لأني تسببت في هذه الخسارة ...

وقاطعتني أمي: والله يا بنتي دعوت له ليلتها ودعوت لك أيضا، ولم يخطر في بالي أن حمادة خبيث لهذه الدرجة.

فقالت منى بصوت خافت: على كل حال انتهت المشكلة والحمد لله، وأود أن أقول: إن الفضل في حلها بكل تأكيد يرجع إليك يا سيد. من يدري ماذا كان يحدث لو لم تنتزع أنت الورقة من يد هذا الرجل؟ عندما سمعت أنه أخذ عشرة آلاف جنيه لم أصدق أذني، لن أنسى يا سيد أنك وقفت هكذا إلى جنبي في الوقت الذي كانت المعركة دائرة حول سمعة أبي.

فقلت متأثرا: أنا سعيد جدا يا منى بأن أقف إلى جنبك دائما، ولكني لا أفهم كيف توصل هذا الرجل إلى العودة إليكم بعد سفري، ماذا كان في يده حتى يأخذ هذا الثمن الفادح؟

فقالت منى: ربما كانت أنا المسئولة عن كل هذا؟ عندما علمنا بسفرك حسبنا أن الموقف لم يتغير، ومع أني كنت أشعر بأنك لا يمكن أن تسافر هكذا فجأة بغير أن تكون قد تدخلت في الموضوع كما قلت، فإني لم أعرف الحقيقة، وجاء محمد باشا يعرض علينا تسوية الموضوع مع حمادة، فلم أفكر في شيء سوى أن أخرس الألسنة النجسة وأن أوقف المعركة التي كانت تدور حول سمعة والدي.

صفحه نامشخص