ما هذه القضية التي تريد أن ترفعها؟ وما هذه المرأة التي تزعم أنها زوجة السيد أحمد جلال؟ وما ذلك الطفل الذي أخرجته من جرابك؟
فقال: وما دخلك أنت؟
وكدت مرة أخرى أصفعه، ولكني قلت: مثل دخلك أنت؟
فأجاب في سخرية: ألا يكفي تدخل محمد باشا؟ هو يتدخل في مصلحة نفسه، هو يريد أن يأخذ لقمة دسمة تستحق التعب، ولكن ما دخلك أنت؟
إلى أين تجرني يا سي سيد؟ دعني أذهب فلا محل لهذا الكلام، ما لك تجرني هكذا كالكبش العاصي؟ أتريد أن تذبحني؟ ها ها ها، اسمع يا سيد أفندي، أنت رجل شريف فدعنا نحن نتعارك كما نشاء، نحن الحشرات الحقيرة: أنا ومحمد باشا وزينب وأمثالنا.
ووجدت صعوبة في أن أمنع نفسي من أن ألكمه، ومددت يدي إلى كتفه وقبضت عليها في عنف، وهززتها قائلا: دع عنك هذه السخرية إذا أردت أن تعرف مصلحتك.
فقال وهو يتوقف ناظرا إلى وجهي: يعني؟
فقلت في دفعة: يعني أنك تخرج صدري وتثير غيظي وتدفعني إلى أن أمحقك. يعني أنك لا تفهم موقفك الحقيقي ولا مصلحتك.
فقال في حنق لأول مرة: تهددني؟
فقلت مستمرا في دفعتي: أتظن أني جئت بك من الخمارة إلى هنا لأتنزه معك؟
صفحه نامشخص