فقلت له: يظهر أني لم أخلق لها.
فقال وهو يهز رأسه: مسكين! الله يساعدك.
ولما فرغت من طعامي مسحت يدي وفمي في منديلي، ودفعت له الثمن وقمت قائلا: تسمح لي بإبقاء الحقيبة عندك؟
فقال: مرحبا! محلك يا سيدي، تفضل في أي وقت لغاية الساعة العاشرة، أين تقيم؟
فقلت: لا أدري.
فقال: اسمع يا أفندي. اسم الكريم؟
فقلت: سيد زهير.
فقال: عاشت الأسامي، اسمع يا سيد أفندي، أنت رجل طيب ويظهر أنك ابن ناس طيبين، وعندنا غرفة في سطح البيت وكان فيها رجل طيب مثلك، فيها سرير وكرسي أسيوطي وكنبة وشباك بحري وقدمها أخضر، لم يبق صاحبنا هناك إلا سنة ثم انتقل بترقية، عقبى لك، سافر إلى الإسكندرية درجة ثامنة.
فضحكت قائلا: يا سلام! لا بد أنه كان متعلقا بآخر عربة في القطار.
فضحك هو الآخر قائلا: أقصد أنه نقل إلى الإسكندرية، وأنه موظف درجة ثامنة فنية، موظف فني مهم، قدمها أخضر مائة في المائة.
صفحه نامشخص